سليمان عليه السلام

 



سليمان عليه السلام


كان النبى سليمان عليه السلام أحد أبناء النبى الملك دواد عليه السام وهو الذى ورث ملكه وقد أكرمه الله تعالى بالفطنة والذكاء وقد ظهر ذلك فى حكمه على الأمور فى شبابه .

حكمة سليمان :

وقد حدثت قضية عجيبة اذ كانت هناك سيدتان معهما ابناهما الصغيران فخطف الذئب طفلا منهما فاختصمت السيدتان على الطفل الثانى كل واحدة تدعى أنه ابنها أمام داود عليه السلام .

وقد أجادت الكبرى فيهما تمثيل الدور حتى حكم به لها ولكن سليمان عليه السلام رأى رأيا آخر فأمر أن يقسم الطفل نصفين ويعطى كل واحدة نصف فصرحت الصغرى ، وقالت : بل هو ابنها .

فقد خافت عليه من القتل أما الكبرى فلم تهتم فعرف سليمان عليه السلام بحيلته أن الصغرى هى الأم الحقيقية فحكم به لها .

ملك سليمان :

وقد رزقه الله تعالى الملك بعد وفاة والده عليه السلام واستجاب دعاءه بأن يهبه ملكا لا يعطى مثله لأحد من بعده ، وهو ملك لا يستطيع بشر مهما أوتى من قوة أن يحصل على مثله فقد سخر الله تعالى له الريح تجرى حيث يأمرها .

تسخير الجن لسيدنا سليمان :

وسخر له الجن تعمل عنده فمنهم من يبنى له المحاريب والتماثيل والقصاع الكبيرة كأحواض المياه الضخمة والقدور الراسيات على المواقد من كبرها وضخامتها وغيرها من الأعمال الشاقة التى لا يقدر عليها بشر ومنهم من يغوصون فى البحر يستخرجون الجواهر واللآلىء وغيرها من كنوز البحار .

أما من يعصى منهم أمر سليمان عليه اسلام فأنه يكبل بالقيود والأغلال .

تعلم لغة الطير والحشرات والحيوانات :

وقد علمه الله تعالى لغة الطير فكان يستطيع التحدث مع الطيور وكذلك علمه لغة النمل فقد كان يوما قادما بجيشه العظيم من الجن والأنس والطير وقد اقترب من واد كثير النمل فلما رأت نملة ذلك الجيش العظيم نادت محذرة عشيرتها من النمل وقالت للنمل ادخلوا مساكنكم حتى لا تدوسكم أقدام جيش سليمان .

غياب الهدهد :

وفى يوم وهو يتفقد جنده من الطير لم يجد الهدهد فسأل عن سبب غيابه دون اذن وتوعده بالعذاب أو الذبح ان لم يكن هناك مبرر لغيابه .

ولكن الهدهد كان عنده السبب الوجيه فقد جاء اليه بعد قليل يخبره به وأنه قد وجد مملكة تعبد الشمس من دون الله عز وجل وهى مملكة سبأ فى اليمن وكانت تحكمهم وقتها الملكة بلقيس وهى حكيمة ذكية ولها عرش عظيم ومملكتها قوية ولكنها كانت مع قومها يسجدون للشمس ويعبدونها فاستنكر الهدهد ذلك وكيف أنهم لا يعبدون الله خالق الشمس والقادر على كل شىء .

أراد سليمان عليه السلام أن يتأكد من ذلك الخبر وفى نفس الوقت أن يأخذه خطوة فى سبيل دعوتهم الى دين الله عز وجل فكتب خطابا الى مكة سبأ وأرسله مع الهدهد وأمره أن يلقيه عندها ثم ينتظر ليرى ماذا سيفعلون .

دعوة اهل سبأ للايمان :

قرأت بلقيس الرسالة ثم جمعت أهل المشورة من قومها لتقرأها عيهم ليتخذوا جميعا القرار فقد كانت حكيمه ولا تنفرد برايها ولكن تعمل بالشوري ، فقالت لهم : انها قد القي اليها رساله كريمة من الملك سليمان وفيها : بسم الله الرحمن الرحيم ، الا تعلوا علي واتوني مسلمين . طلبت مشورتهم فقالوا : انهم اشداء في الحرب فلو ارادت الدخول معه في حرب فهم جاهزون ، ولكنهم لعلمهم برجاحة عقلها فوضوا لها الامر لتحكم هي بما تشاء وهم موافقون .

هدايا بلقيس :

قالت لهم انه ملك قوى ولو حاربناه قد يزمنا ومن عاده الملوك اذا انتصروا علي بلد دمروها واذلوا اهلها .

 ثم قالت انها سترسل اليه بهدية غاليه فان قبلها فهو ملك يريد الدنيا وان رفضها فهو نبي حقا يدعوهم للاسلام .

 وصلت الهديه الي سليمان عليه السلام فاستنكرها وهدد من جاءوا بها واخبرهم ان ما اتاه الله تعالى من النبوة ومن المال والثروات والملك العظيم خير مما عندهم وانه قد سخر له الجن والريح والطير وان المال مهما عظم لم يعد يهمه في شئ ، وان هذا المال انما يفرحون به هم ثم قال لهم : ان يرجعوا بهديتهم وينتظروا فسياتيهم بجنود لم يروا مثلهم من قبل ولا طاقه لاحد بهم ماداموا قد رفضوا عرضه له بالاسلام.

فراسة بلقيس :

 عندما عادت الهدايا الي بلقيس ادركت انه نبى فارسلت اليه انها قادمة مع اشراف قومها لتستمع له ، وقبل ان ترحل خبأت عرشها في سبعة أبيات بعضها في بعض ثم ذهبت الي سليمان عيه السلام ومعها اكابر قومها .

سال سليمان عليه السلام مستشاريه من الإنس والجن من منهم يستطيع الاتيان بعرشها قبل وصولهم فقال عفريت من الجن انه يستطيع ان يحضره قبل غروب الشمس فقال رجل عالم انه يستطيع الاتيان به في لحظه وبالفعل وجده امامه فشكر الله تعالى على نعمه العظيمة ثم امر بعمل بعض التغييرات على شكل العرش ليري هل ستعرفه ام لا ؟

وصول بلقيس :

وصلت بلقيس وفوجئت بعرشها امامها به بعض التغيير فكيف جاء به وهو فى مكان حصين ومتى استطاع أن يغير فيه وهى منذ تركته فى طريقها الى هنا ، فلما سألا ان كان يشبه عرشها أجابت اجابة ذكية فلا هى قالت انه عرشها ولا قالت ليس هو وانما قالت : كأنه هو .

أمر سليمان عليه السلام ببناء قصر عظيم فوق البحر وجعل أرضيته من زجاج نقى جدا حتى يرى من يمشى عليه الماء والسمك تحت قدميه وكأنه يمشى على الماء .

رأت بلقيس عظمة القصر فانبهرت به ولما دخلته ظنت أنه لا أرضية له وأنها ستمشى على الماء فأرادت رفع فستانها كى لا يبتل فأخبرها أن أرضيته من زجاج شفاف فأيقنت أنها امام رجل لا يمكن أن يصل لهذا الملك الا لو كان نبيا حقا فأسلمت لله تعالى وأسلم قومها.

الجن لا تعلم الغيب :

تنتهى حياة سيمان عليه السلام بقصة تثبت لنا أن الجن لا يعلمون الغيب .

فقد كانوا يزعمون ذلك أمام البشر ولكن شاء الله تعالى أن يريهم حقيقتهم .

موت سليمان :

فكان سليمان عليه السلام يجلس على كرسيه متكئا على عصاه يتابع أعمالهم التى يعملوها فشاء الله تعالى أن يقبض روحه وهو على هذا الوضع وظل الجن يمرون عليه فيجدونه جالسا فيكملون عملهم حتى جاءت نملة من النوع الذى يأكل الخشب وبدأت تأكل العصا واستمرت فترة حتى صارت العصا هشة فانكسرت فسقط جثمان سليمان عليه السلام فأدركوا أنهم لو كانوا يعلمون الغيب لعرفوا بموته وما ظلوا فى أعمالهم الشاقة تلك .






اكتب تعليق

أحدث أقدم