قصص الأنبياء نبي الرحمة محمد صلي الله عليه وسلم

 


نبي الرحمة محمد بن عبد الله

ارهاصات ولادة النبي :

فى عام الفيل وفى فجر يوم الأثنين من ربيع الأول تصدعت شرفات قصر قيصر وطفأت نيران كسرى وسطع نور فى أرجاء مكة المكرمة ايذانا بمولد الحبيب محمد بن عبد الله حيث أحست آمنة بنت وهب بآلام الوضع ، وما لبثت أن ودت خير آدم محمد بن عبد الله الذى وقع من بطن أمه ساجدا يتيما بعد وفاة والده بالمدينة عائدا من رحلة تجارية .

شق الصدر الكريم :

وكان من عادة العرب أن يسترضعوا أولادهم فى البوادى ، وحضرت حليمة السعدية لهذا الغرض ، وكان من نصيبها محمد بن عبد الله الذى كان خيرا وبركة عليها وعلى أهلها ، وعندما قارب محمد الرابعة من عمره ، وبينما هو يلهو مع أخيه من الرضاعة جاءه ملكان فشقا صدره ، ثم استخلصا من قلبه علقة سوداء ثم غسلا القلب ثم مسحا فوق الصدر فعاد كما كان ثم اختفيا خشيت حليمة على محمد صلى الله عليه وسلم فحملته الى أمه فى مكة ، التى استغربت ذلك ، ثم سافرت به الى المدينة لتزور أخواله بنى النجار ، فمكثت أياما ، ثم وافاها الأجل ، فماتت وهى فى طريق العودة بالأبواء حيث دفنت فكفله جده عبد المطلب كبير قريش ، ورعاه وحنا عليه ، فأصبح ذا قدر عظيم عند جده .

وفاة عبد المطلب :

علم القوم قدر محمد صلى الله عليه وسلم عند عبد المطلب فأنزلوه قدره .

ومع تمام السادسة من عمر محمد صلى الله عليه وسلم توفى جده عبد المطلب وكفله عمه أبو طالب الذى راعاه رغم كثرة عياله وقلة ماله ، فتعلق به محمد صلى الله عليه وسلم ولم يحس بألم اليتم .

بحيرا الراهب :

وسافر أبو طالب الى الشام فى قافلة تجارية ومعه محمد صلى الله عليه وسلم فلما وصت القافلة مدينة بصرى ، رحب بهم بحيرى الراهب الذى رأى غمامة تظل رحالهم فى غير أوانها ، وعرف بحيرى علامات نبى المستقبل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، فرجا عمه أن يعود به خوفا عليه من بطش اليهود .

الاشتغال برعي الغنم :

وخرج محمد صلى الله عليه وسلم يرعى الغنم ليساعد عمه على أمور المعيشة فاشتهر بالصادق الأمين ثم كانت رحلاته الى الشام وكان فيها ميسرة غلام خديجة الذى عاد من رحلته وحكى لخديجة عن بركة الصادق الأمين وعن أمانته فى التجارة ، الأمر الذى جعلها تبحث عنه ليخرج فى تجارتها ، فربحت أضعافا مضاعفة .

الزواج من خديجة رضي الله عنها :

وأرست خديجة احدى صديقاتها لتعرض على محمد صلى الله عليه وسلم أن يتزوج من خديجة وتم الزواج المبارك وعمر رسول الله خمسة وعشرون عاما ، ورزقه منها زينب ورقيه وأم كلثوم وفاطمة ومن الصبيان القاسم والطاهر وعبد الله قد مات الصبيان جميعا .

التعبد في غار حراء :

وكان رسول الله يحب العزلة ، فكان يخرج الى غار حراء يتعبد فيه على دين ابراهيم الخليل .

بداية النبوة :

وفى تمام الأربعين من عمره الشريف جاءه جبريل بالدعوة قائلا : اقرأ وضغطه ضغطة شديدة ، ثم انصرف عنه فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم الى بيته وأهله حيث كان يرتجف من شدة البرد وبعد أن استراح وهدأ وعاوده جبريل فضغطه فعاودته الرجفة والعرق فقلقت خديجة وذهبت الى ابن عمها ورقة بن نوفل تستفتيه ، فأخبرها أنه الوحى الذى كان يأتى نبى الله موسى .

أول من آمن :

فرحت خديجة بنبوة زوجها ، وبدأت رحلة الدعوة السرية ، فكان أول من آمن به من النساء خديجة ومن الصبيان على بن أبى طالب ، ومن الموالى زيد بن حارثة ومن الرجال أبوبكر الصديق .

الهجرة إلي الحبشة :

واستمرت الدعوة سرية ، ولكن ذاع خبرها فاشتد أذى قريش بالمؤمنين الضعفاء فكانت الهجرة الى الحبشة فكان أول من هاجر عثمان بن عفان صهر رسول الله وزوجته رقية وقد هاجر معه قرابة السبعين بأهليهم ، وأقاموا عند النجاشى ملك الحبشة الذى أكرم وفادتهم ورفض تسليمهم لعمرو بن العاص عندما أوفدته قريش يحرض النجاشى عليهم .

ثم جاء الأمر الألهى بالدعوة العلينة فقام النبى صلى الله عليه وسلم على جبل أبى قبيس ينادى قريشا بأسماء بطونها ،فاجتمع اليه نفر كثير ، فأنأهم بأنه نبى أخر ازمان ، وراح يدعوهم الى الله وترك عبادة الأوثان ، فهب أبو لهب واقفا يقول تبا لك ... الهذا جمعتنا وأنزلت قريش أشد العذاب بالمؤمنين الذين صبروا على الأذى ولم يحيدوا عن ادين الحق ، فاتفقت قريش على حصار المؤمنين داخل شعب أبى طاب وكتبوا بذلك وثيقة علقوها فوق جدار الكعبة .

حصار المسلمين بشعب عامر :

واضطر المسلمون ومعهم بنو هاشم الى الأقامة فى شعب أبى طالب حيث عانوا معاناة شديدة ، واشتد بهم الجوع حتى أكلوا ورق الشجر ، وما كانوا يجدونه من جلود ورقاع ، حتى تفشت فى بعضهم الأمراض ، ولكنهم صبروا وصمدوا طول مدة الحصار التى دامت ثلاثة أعوام .

نقض الصحيفة :

ثم قام بعض رجال قريش بنقض هذه الصحيفة ، وقاموا الى الكعبة يستخرجون منها الصحيفى فوجدوا أن دابة الأرض قد أكلتها جميعا الا (باسمك اللهم ) وهكذا انفرجت الأزمة ،

عام الحزن :

وخرج المسلمون من الشعب فى هذا العام مرضت خديجة مرضا شديد ، حتى فاضت روحها الطاهرة الى بارئها ، ثم ابتلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمه أبو طالب الذى كان يرعاه ويدافع عنه فقد وافته المنية ، بعد أن ظل يعانى سكرات الموت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه الى الأسلام وسمى هذا العام عام الحزن .

الخروج إلي الطائف :

وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الطائف يعرض نفسه على أهلها ، لكنهم عاملوه بسخرية ، وأغروا به صبيانهم وسفهائهم ، فقذفوه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين .

الإسراء والمعراج :

وهنا فزعت الملائكة بالدعاء لنصر هذا النبى فكانت الدعوة الألهيه ، فان كان أهل الأرض رفضوا استقبالك فان أهل السماء فى انتظارك ، وها هى السماء تتزين لتستقبلك فكان الاسراء والمعراج ، حيث أسرى به من البيت الحرام الى المسجد الاقصى فصى بجميع الأنبياء ، ثن كان المعراج الى السموات العلى عند سدرة المنتهى ، وكان فرض الصلوات الخمس .

بيعتي العقبة الأولى والثانية :

ثم كانت بيعتى العقبة الأولى والثانية بايع فيهما أهل المدينة أهل رسو اله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة والنصرة ، فأرسل معهم مصعب بن عمير يعلمهم دينهم وهكذا أصبحت المدينة بيتا للأسلام والمسمين فكانت الهجرة الى المدينة فأمر النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة اليها .

هجرة الرسول إلي المدينة :

 ثم هاجر وأبو بكر الصديق فى رحلة مباركة من مكة الى المدينة ، وفى المدينة بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد النبوى الشريف ، حيث بركت ناقته فى أرض فضاء ، فاشترى هذه الأرض وبنى عليها المسجد ، ونزل فى ضيافة أبى أيوب الأنصارى حتى تم بناء المسجد .

ثم أخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار ، ثم تزوج من عائشة بنت أبى بكر .

غزوة الأبواء :

 ومع مطلع العام الثانى من الهجرة ، صدر الأمرالألهى بالجهاد فكانت أول غزوات النبى صلى الله عليه وسلم (غزوة الأبواء ) فى صفر من السنة الثانية من الهجرة ثم كانت غزوة بدر الكبرى التى انتصر فيها المسلمون على كفار قريش بفضل الله ورحمته حيث كان عدد المشركين مابين التسعمائة الى الألف وعدد المسلمين ثلاثمائة .

غزوة أحد :

ثم كانت غزوة أحد التى انتصر فيها المشركون بعد أن كان النصر حليف المسلمين ، حيث خالف الرماة أوامر النبى صلى الله عليه وسلم بعدم ترك مكانهم حتى لو انتصر المسلمون ، فلما كان النصر للمسلمين ترك الرماة أماكنهم ، فالتف خالد بن الوليد بجيش المشركين فهزم المسلمين .

غزوة الأحزاب :

ثم كانت غزوة الأحزاب حيث اجتمع المشركين حول المدينة ، وكان النبى صلى الله عليه وسلم قد حفر خندق حول المدينة ، فأرسل الله عليهم ريحا صرصرا هدمت خيامهم فهاجموا بعضهم البعض ظنا منهم أن المسلمين قد هاجموهم .

وفاة الرسول :

ثم كان صلح الحديبية فى السنة السادسة من الهجرة ، ثم كان فتح خيبر فى السنة السابعة من الهجرة ، ثم كانت عمرة القضاء ، حيث كانت غزوة تبوك فى العام التاسع من الهجرة ، وفى العام العاشر من الهجرة كانت حجة الوداع ، ثم بعد شهور مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انتقل الى الرفيق الأعلى فصلوات الله وسلامه عليه .

  

 

اكتب تعليق

أحدث أقدم