استراق السمع
{ وأنا كنا
نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصد }
كانت الجن
والشياطين تسترق السمع لأخبار السماء ، حتى يقوموا بإلقائها إلى أوليائهم الكهنة
والعرافين . وكانوا يقذفون بالشهاب فيحرقهم .
وقد اختلف هل
حراسة السماء ، والقاء الشهب على من يسترق السمع كانت قبل البعثة أم حدثت بعدها .
ويقول
القرطبى موضحا هذه النقطة :
قال عبد الله
بن عمر : لما كان اليوم الذى نبى رسول الله صلى الله عليه وسلم منعت الشياطين
ورموا بالشهب .
وقال عبد
الملك بن سابور : لم تكن السماء تحرس فى الفترة بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة
والسلام ، فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم حرست السماء ، ورمت الشياطين بالشهب ،
ومنعت عن الدنو من السماء .
وقال نافع بن
جبير : كانت الشياطين فى الفترة تسمع فلا ترمى ، فلما بعث رسول اله صلى الله عليه
وسلم رميت بالشهب . وقيل : كان ذلك قبل البعثة ، وانما زادت بمبعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم انذار بحاله، وهو معنى قوله تعالى : {ملئت} أى : زيد فى حراستها .
فقلت : أرأيت
قولة تعالى : { وأنا كنا نقعد منها مقاعد السمع فمن يستمع الأن يجد شهابا رصدا } .
قال : غلظت
وشدد أمرها حيث بعث النبى صلى الله عليه وسلم . وقال ابن قتيبة : كان ( أى الرجم )
ولكن اشتدت الحراسة بعد المبعث ، وكانو يسترقون ويرمون فى بعض الأحوال ، فلما بعث
محمد صلى الله عليه وسلم منعت من ذلك أصلا . أ ه
قلت : ومما
يؤيد أن الشياطين كانت ترمى قبل بعثة النبى صلى اله عليه وسلم .
ما رواه ابن
عباس قال : بينما النبى صلى الله عليه وسلم جالس فى نفر من أصحابه رمى بنجم فقال :
( ما كنتم
تقولون فى مثل هذا فى الجاهلية ) ؟
قالو : كنا
نقول يموت عظيم أو يولد عظيم .
فقال النبى
صلى الله عليه وسلم : ( إنها لا ترمى لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا سبحانه وتعالى
اذا قضى أمرا فى السماء سبح حملة العرش ثم سبح أهل كل سماء حتى ينتهى التسبيح الآ
هذه السماء ، ويستخبر أهل السماء حملة العرش ماذا قال ربكم ؟ فيخبروهم ويخبر أهل
كل سماء حتى ينتهى الخبر الى هذه فتتخطف الجن فيرمون ، فما جاءوا به فهو حق ولكنهم
يزيدون ) .
وهذا دليل على
أن الرجم كان قبل البعثة .
إرسال تعليق