الاستعاذة بالجن وحكمها
الاستعاذة : طلب العوذ ,وهى اللجوء والركون وطلب الحماية والعون , وقد ذكر القران ان نفرا من الانس طلبوا ذلك من اخوانهم الجن , فقال : {وأنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا } .
كان العرب اذا نزلوا واديا او مكانا من الصحراء وغيرها يعوذون بعظيم الجن في هذا الوادي مثلما كاموا يدخلون بلاد اعدائهم في جوار رجل كبير من هذه البلاد فيحميهم ويمنعهم .
فلما رات الجن ان الانس يعوذون بهم , وهذه الإستعاذة لخوفهم زادوهم رهقا ,اي
خوفا علي خوفهم , وتجرأت عليهم الجن وازدادت في اثمها . حتي قالت الجن : سدنا الإنس
والجن .
وقد ذكر القرطبي في تفسيرة : أن أول من تعوذ
من الجن قوم من اهل اليمين , ثم من بني حنيفه , ثم فشا ذلك في العرب . فلما جاء الاسلام
عاذوا بالله عز وجل وتركوا الاستعاذة بالجن .
واورد ابن كثير في تفسيره قول السدي في ذلك :
كان الرجل يخرج باهله فياتي الارض فينزلها فيقول : اعوذ بسيد هذا الوادي من الجن ,
أن أضرأنا فيه , او ما لي او ولدي او ماشيتي .
قال قتادة : فاذا عاذ بهم من دون الله رهقتهم
الجن الاذى في ذلك .
وقد روي ابن ابي حاتم عن عكرمة : أن الجان
كانوا يفرقون ـ اي يخافون ـ الجن من الإنس
كما يفرق الإنس منهم أو أشد ، فكان الإنس إذا نزوا واديا هرب الجن ، فيقول سيد
القوم : نعوذ يسيد اهل هذا الوادي .
فقالت الجن : نراهم يفرقون بنا كما نفرق
فدنوا من الإنس فاصابوهم بالخبل والجنون .
وقد اورد القرطبي في تفسيره ، حكم الاستعاذة
بالجن حيث قال : قال سعيد ابن جيبر : ازداد الإستعاذة كفرا .
ثم بين القرطبي حكم الاستعاذه بالجن فقال : ولا خفاء ان الاستعاذه بالجن دون الاستعاذة بالله كفر وشرك .
إرسال تعليق