الأدلة الدالة على وجود الجن من اقوال العلماء

الأدلة الدالة على وجود الجن من اقوال العلماء :

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : 

" لم يخالف أحد من طوائف المسلمين في وجود الجن، ولا في أن الله أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم إليهم، وجمهور طوائف الكفار على إثبات الجن. أمّا أهل الكتاب من اليهود والنصارى، فهم مقرّون بهم كإقرار المسلمين، وإن وجد فيهم من ينكر ذلك، كما يوجد في المسلمين من ينكر ذلك ... كالجهمية والمعتزلة، وإن كان جمهور الطائفة وأئمتها مقرّين بذلك.
وهذا لأن وجود الجن تواترت به أخبار الأنبياء تواتراً معلوماً بالضرورة، ومعلوم بالضرورة أنهم أحياء عقلاء فاعلون بالإرادة، بل مأمورون منهيون، ليسوا صفات وأعراضاً قائمة بالإنسان أو غيره، كما يزعمه بعض الملاحدة، فلما كان أمر الجن متواتراً عن الأنبياء تواتراً تعرفه العامة والخاصة، فلا يمكن لطائفة من المنتسبين إلى الرسل الكرام أن تنكرهم " مجموع الفتاوى: 19/10 .
وقال أيضاً: " جميع طوائف المسلمين يقرون بوجود الجن، وكذلك جمهور الكفار كعامة أهل الكتاب، وكذلك عامة مشركي العرب وغيرهم من أولاد حام، وكذلك جمهور الكنعانيين واليونان من أولاد يافث، فجماهير الطوائف تقرّ بوجود الجن " مجموع الفتاوى 19/13 .

وذكر إمام الحرمين: 

" أن العلماء أجمعوا في عصر الصحابة والتابعين على وجود الجن والشياطين، والاستعاذة بالله تعالى من شرورهم، ولا يراغم هذا الاتفاق متدين متشبث بمسكة من الدين "  آكام المرجان: ص 4 .

ويقول سيد قطب - رحمه الله

  في ظلال القرآن عن النفر من الجن الذين صرفهم الله إلى رسوله فاستمعوا منه القرآن :
" إنَّ ذكر القرآن لحادث صَرْفِ نفر من الجن ليستمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم ، وحكاية ما قالوا وما فعلوا هذا وحده كافٍ بذاته لتقرير وجود الجن ، ولتقرير وقوع الحادث ولتقرير أنّ الجن هؤلاء يستطيعون أن يستمعوا للقرآن بلفظه العربي المنطوق كما يلفظه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولتقرير أن الجن خلق قابلون للإيمان وللكفران مستعدون للهدى وللضلال .
وليس هنالك من حاجة إلى زيادة تثبيت أو توكيد لهذه الحقيقة فما يملك إنسـان أن يزيد الحقيقة التي يقررها سبحانه ثبوتاً .
ولكنّا نحاول إيضاح هذه الحقيقة في التصور الإنساني .
إنّ هذا الكون من حولنا حافل بالأسرار ، حافل بالقوى والخلائق المجهولة لنا كنهاً وصفةً وأثراً ونحن نعيش في أحضان هذه القوى والأسرار ، نعرف منها القليل ونجهل منها الكثير ، وفي كل يوم نكشف بعض هذه الأسرار وندرك بعض هذه القوى ونتعرف إلى بعض هذه الخلائق تارة بذواتها وتارة بصفاتها ، وتارة بمجرد آثارها في الوجود من حولنا .
ونحن ما نزال في أول الطريق ، طريق المعرفة لهذا الكون الذي نعيش نحن وآباؤنا وأجدادنا ، ويعش أبناؤنا وأحفادنا على ذرة من ذراته الصغيرة هذا الكوكب الأرضي الذي لا يبلغ أن يكون شيئاً يذكر في حجم الكون أو وزنه !

اكتب تعليق

أحدث أقدم