معجزات الشفاء بأبوال الإبل
لم يشر القرآن من قريب أو بعيد إلى بول الإبل كأحد المعجزات إلا أن ابن كثير رحمه الله تعالى ذكر فيتفسيره لقوله تعالى : { أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون } ( يس 71: 73 ) .
يقول الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره :
يذكر تعالى ما أنعم الله به على خلقه من هذه الأنعام التي سخرها لهم {فهم لها مالكون } أي : جعلهم يقهرونها
وهي ذليلة لهم لا تمتنع منهم ، بل لو جاء صغير إلى بعير لأناخه، ولو شاء لأقامه واقعده
.
وقوله تعالى : { فمنها ركوبهم ومنها يأكلون } أي : منها ما يركبون في الأسفار ،ويحملون عليه الأثقال إلى سائر الجهات والأقطار، { ومنها يأكلون } إذا شاءوا نحروها .
{ ولهم فيها منافع } أي : من أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاع إلى حين ، { ومشارب } أي : من ألبانها
وأبوالها لمن يتداوي ونحو ذلك.
وقد انفرد الإمام ابن كثير في تفسير قوله تعالى : {ومشارب} أي : من ألبانها وأبوالها لمن يتداوي .
أبوال الإبل وألبانها في السنة
النبوية
الاستشفاء بأبوال الإبل وألبانها سنه نبوية أمر بها المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فكانت طبا نبويا يحتذى به السلف والخلف ، ولقد جاء ذلك في أحاديث نبوية كثيرة .
فعن أبي قلابة ، عن أنس بن
مالك قال : " قدم ناس من عكل أو عرينة فاجتووا المدينة فأمرهم النبي صلى الله
عليه وسلم بلقاح وأن يشربوا من أبوالها وألبانها ، فانطلقوا فلما صحوا قتلوا راعي
النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا النعم، فجاء الخبر في أول النهار فبعث في آثارهم
فلما ارتفع النهار جئ بهم ، فأمر بقطع أيديهم وأرجلهم ، وسمرت أعينهم وألقوا في
الحرة يستسقون فلا يسقون " .
قال أبو قلابة : فهؤلاء سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا
الله ورسوله .
وروى البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه : أن ناسا من عرين اجتووا المدينه فرخص لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من ألبانها وأبوالها .
حكم التداوي بأبوال الإبل :
يتضح من تلك الأحاديث أن في بول الإبل شفاء من بعض الأمراض ولعلمه صلى الله عليه وسلم عن أهميه البول الطبية ، فقد وجهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى تناوله مع ألبانها عن طريق الشرب بغرض العلاج .
أما من حيث الحكم الشرعي :
فإن بول الإبل وسائر
الحيوانات المأكول لحمها غير نجس ، واستخدام بول الإبل في العلاج جائز ، لأن رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يوجه للتداوي بنجس .
ويستخدم بول الإبل في الطب النبوي من خلال الأحاديث النبوية التي
من بينها : " إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم "
ومن خلال الأحاديث التي ذكرت في علاج قوم عرينة بأبوال وألبان الإبل
يتضح أعراض إصابتهم والتي تتمثل في : الاستسقاء ، وتغيير الوانهم ، وضعف أبدانهم ،
ما يشير إلى اعراض الكبد الوبائي ، والتي تتمثل في اصفرار اللون ، وانتفاخ البطن ،
وذلك يظهر في المراحل المتأخرة من الإصابة ، مما يدل على أن العلاج ناجع حتى في
المراحل المتأخرة من الإصابة .
وفي السطور القليلة القادمة نحاول القاء الضوء على الفوائد الطبية لأبوال
الإبل:
ـ ثبت أن الأحياء المجهرية لا تنمو في بول الإبل ، ولا يفسد حتى لو حفظ لفترات طويلة خارج الثلاجة .
ـ أبوال الإبل وألبانها علاج ناجع لمرضى الكبد الوبائي حتى لو وصل إلى المراحل المتأخرة والتي يعجز الطب عن علاجها .
ـ لبول الإبل أثر فعال في علاج بعض حالات السرطان ، خاصه بول الناقة البكر التي ترعى الحمض وغيره من النباتات البرية .
ـ أبوال الإبل ناجعة في علاج الأمراض الجلدية مثل : التينيا ، والدمامل، والجروح التي تظهر في جسم الإنسان وشعره والقروح اليابسة والرطبة .
ـ لأبوال الإبل فائدة ثابتة في إطالة الشعر ولمعانه وتكثيفه، كما يزيل القشرة من الرأس .
أبوال الإبل مادة مطهرة :
يوضح الدكتور صالح الياسين أخصائي الفم والأسنان أن أبوال الإبل وخاصة بول الناقة البكر ، قد استخدمت كمادة مطهرة لغسل الجروح والقروح ، ولنمو الشعر وتقويته وتكاثره ومنع تساقطه ، وكذلك لمعالجه مرض القراع والقشرة.
ويقال : إن في دماء الإبل القدرة على شفاء الإنسان من بعض الأمراض الخبيثة .
طريقة استخدام بول الإبل للعلاج
بول الإبل يسمى ( الوزر ) ، وطريقة استخدامه بأن يؤخذ مقدار فنجان قهوة ، أي : ما يعادل حوالي ثلاثة ملاعق طعام من بول الناقة ، ويفضل أن تكون بكرا وترعى في البر، ثم يخلط مع كأس من حليب الناقة ويشرب على الريق .
مــن كتابــي ( الاستشفاء بألبــان الإبـل )
طبع مكتبة نزار الباز بمكة المكرمة
إرسال تعليق