تجهيز المكان والمريض للعلاج

 



 

تجهيز المكان والمريض للعلاج

 

 بعد أن نتأكد أن المريض إما أن يكون ملموسا أو  مسحورا وجب علينا أن نجهز المكان الموجود فيه العلاج والمريض لتلقى الفيوضات الإلهية والرحمات الربانية التي تنزل في وقت العلاج على المعالج والمريض .

 

تجهيز المكان :

وحيث أن هذه الطريقة في العلاج تستمد أسباب الشفاء من الله عز وجل فيجب على المعالج اتباع الآتي :

 1 ـ اخراج ما يغضب الله من صور وتماثيل وكلاب لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : " إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو صورة أو تمثال " .

 2 ـ إذا كان المريض فتاه أو امرأة وهي متبرجة فيجب عليك عدم العمل إلا بعد أن ترتدي الحجاب ، وان أدي ذلك إلى أن لا تقوم بعلاجها فبالتجربة إن مثل هذه المتبرجة لا يجدي معها العلاج فلا تتعب نفسك ، وتسيئ إلي سمعتك .

 3 ـ إذا كان المريض رجلا يرتدي حريرا أو  ذهبا فيجب على المريض أن يخلع ذلك فورا ويتعهد بعدم ارتدائه.

 4 ـ يجب ن لا يتم علاج فتاه أو سيده إلا في وجود محرم فلا ينفع خطيبها أو أحد اقربائها غير المحرمين عليها .

 5 ـ يجب أن ترتدي المريضة بنطلونا لأن الخبيث لعنه الله يتعمد في مثل هذه الحالات أن يلفت نظر المعالج عن علاج المريضة بتجريدها من ملابسها في حاله صرعها .

6 ـ إذا كان أحد الحاضرين مرتديا خاتما من ذهب أو دبلة فيجب على المعالج أن يأمره إما بالخروج أو بخلع هذا الذهب .

 7 ـ إذا كان مع المريض بعض الأحجبة فيجب احضارها  واحراقها فورا  قبل العلاج .

 8 ـ التركيز على أن الشفاء يأتي من الله عز وجل وحده ، وأن المعالج ما هو إلا مثل من يضغط على مفتاح الكهرباء فقط ، وليس له دخل في وصول الكهرباء في اللمبة ، وأن الشفاء من عند الله قد يأتي في أول جلسة أو بعد بعض جلسات ، حسب اخلاص المعالج واقتناع المريض بالعلاج الرباني ، ومساعدته للمعالج باتباع التعليمات الخاصة .

 

الشروط الواجب توافرها في المعالج

 يقول ابن القيم رحمه الله :

وعلاج هذا النوع يكون بأمرين : أمر من جهة المصروع وأمر من جهة المعالج فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه ،وصدق توجه الى فاطر هذه الأرواح وبارئها ، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطئ عليه القلب واللسان فإن هذا نوع محاربة .

والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحا في نفسه جيدا ، وأن يكون الساعد قويا .

فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل ، فكيف إذا عدم الأمران جميعا : يكون القلب خربا من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجيه ، ولا سلاح له .

 الثاني : من جهة المعالج بأن يكون فيه هذان الأمران أيضا.

 

صفات يجب توافرها في المعالج :

ويقول الأستاذ وحيد بالي :

لا يتسنى لأي إنسان أن يعالج المصروع ، ولذا يجب أن يتصف المعالج بالصفات الآتية :

 1 ـ أن يكون معتقدا عقيدة السلف الصالح رضوان الله عليهم تلك العقيدة النقية البيضاء الناصعة .

 2 ـ أن يكون محققا للتوحيد الخالص في قوله وعمله .

3 ـ أن يكون معتقدا أن لكلام الله تأثيرا على الجن والشياطين.

4 ـ أن يكون عالما بأحوال الجن والشياطين .

5 ـ أن يكون عالما بمداخل الشيطان فانظر إلى شيخ الإسلام ابن تيمية عندما قال له الجن : أنا اخرج كرامة لك .

قال ابن تيمية : لا ولكن طاعة الله ورسوله .

 فلولا أن الشيخ عالم بمداخل الشيطان ما قال ذلك .

 6 ـ يستحب للمعالج أن يكون متزوجا .

 قلت : وأنا اعتبر هذه الصفة من الصفات الأساسيه بعد اليقين الخالص ، لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .

فإذا لم يكن المعالج متزوجا ومارس لعلاج لمريضة فقد يفتنه ما يرى منها حيث يتعمد الشيطان فتنته ليلهيه عما يفعل ، وعليه فإنني اعتبر هذا شرطا أساسيا فيمن يعالج .

7 ـ أن يكون مجتنبا للمحرمات التي يستطيل بها الشيطان على الإنسان .

قلت : ولنا في قصة الإمام أحمد بن حنبل عظة وعبرة عندما أرسل قبقابه بدون أن يذهب فقال المارد : سمعا وطاعة .

 وعند موت أحمد عاود الجارية الجن ، وذهب إليه تلميذه فقال الجني : لا أخرج ، أحمد أطاع الله فأطاعه كل شيء .

 8 ـ أن يكون مواليا بالطاعات التي بها يرغم أنف الشيطان . 

9 ـ أن يكون ملازما لذكر الله تعالى ، حيث أنه هو الحصن الحصين من الشيطان الرجيم ، ولا يتحقق ذلك إلا بمعرفة الأذكار النبوية وتطبيقها : كالذكر عند دخول المنزل والخروج منه ، ودخول المسجد والخروج منه، وعند سماع صياح الديك ، أو نهيق الحمار ، وعند رؤية القمر ، وركوب الدابة وما اشبه ذلك .

 10 ـ أن يخلص النية في المعالجة .

 11 ـ أن يكون متحصنا لنا بالتحصينات التي تمنع الشيطان ان يمسه.

 

من كتابي ( معجزات القرآن في علاج مس الجان والسحر والحسد والنزيف والسرطان )

طبع مكتبة والي الإسلامية بالمنصورة ، ومكتبة نزار الباز بمكة المكرمة

 


اكتب تعليق

أحدث أقدم