الزكـــاة

 


الزكـــاة


الزكاة من دعائم الإسلام وركن من أركانه وفرض عين على كل من اجتمعت فيه شروطها وفرضت فى السنة الثانية من الهجرة ، ويدل عليها القرآن والسنة والاجماع ، واتفقت الأمة على فرضيتها حتى صارت معلومة من الدين بالضرورة .

وقد جعلها الاسلام مع شهادة التوحيد واقامة الصلاة دليلا على اسلام صاحبها وأنه يستحق الأخوة الأسلامية الصادقة فى الدين .

الزكاة فى اللغة :

تطلق بمعنى النماء أي الزيادة يقال : زكا الزرع اذا نما وزاد وقد سميت بذلك لما يترتب عليها من زيادة المال وزيادة البركة فيه زيادة الثواب والأجر لمن يؤديها .

والزكاة فى الشرع :

هي دفع جزء من المال لمن يستحقه بشروط معينة أو هى كما يرى الحنابلة : حق واجب فى مال مخصوص لطائفة مخصوصة فى وقت مخصوص .

قال تعالى : { فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فاخوانكم فى الدين }  

وقال : { فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}

لهذا فان من جحد الزكاة كان كافرا ، ومن منعها كان فاسقا ، وقد قاتل أبو بكر رضى الله عنه مانعي الزكاة

وفى الزكاة امتحان لنفس المسلم يبرهن بدفعها على صدق ايمانه وصحة عقيدته .

قال حجة الاسلام الغزالي في الإحياء: وقد ذهب جماعة من التابعين إلى أن في المال حقوقا سوى الزكاة كالنخعي والشعبي وعطاء ومجاهد ، قال الشعبي بعد أن قيل له هل في المال حق سوى الزكاة ؟ قال : نعم أما سمعت قوله عز وجل: { ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون } .

وفى الزكاة تطهير لنفس المسلم المزكى من آفة الشح والبخل، فانه من المهلكات وقال صلى الله عليه وسلم : "ثلاث مهلكات : شح مطاع وهوى متبع واعجاب المرء بنفسه " .

وقال تعالى :{ ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } .

كما أن فيها تطهير للمال وتزكية له فتكون فيه البركة وينمو ويحفظ من الآفات والتلف قال صلى الله عليه وسلم : (حصنوا أموالكم بالزكاة ) فتطهير المال اذن فيه تحصين له وحفظ من التلف وما ذلك الجزء الذى يخرجه المزكى الا حق لأصحابه المحتاجين ، وتعبير القرآن الكريم عنه بأنه حق يشير الى أنه ليس منحة أو عطية أو تفضلا وانما هو حق ، قال تعالى : { وفى أموالهم حق للسائل والمحروم }

وفى الزكاة أيضا تطهير لنفس الفقير أو المحتاج الذى تدفع ايه وذك بتطهيرها من آفة الحقد والكراهية ، فالزكاة كما هى رابطة بين العبد وربه فهى كذك رابطة بين الانسان وأخيه الانسان تتم بها معانى التواد والتراحم والتعاطف ، قال الله تعالى : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها }

مصارف الزكاة

لقد حدد الله تعالى الجهات التى تصرف فيها الزكاة ، قال تعالى:{ انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم }

أولا :  { للفقراء }، والفقير من له أدنى شىء .

والثانى : { المساكين} ، والمسكين من لا شىء له وقيل : العكس

ثالثا : {العاملين عليها} ، هم اللذين يقومون بجمع الزكاة ممن وجبت عليهم .

رابعا : { المؤلفة قلوبهم } وهم اللذين دخلوا الاسلام ولكن ايمانهم ضعيف ويخشى عليهم أن يرتدوا عن الاسلام فهولاء يعطون لتأليف قلوبهم وتثبيتهم على الدين .

خامسا : {وفى الرقاب} أي في العتق وتحرير رقاب الأرقاء، فعلى المسلمين أن يعطوهم من مال الزكاة لإعانتهم على التحرر أو لشراء بعض الرقاب لعتقها أو لإعانة من يحتاج منهم الى الاعانة من المكاتبين حتى يستطيعوا الوفاء بأقساطهم ، قال تعالى :

{ والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا وأتوهم من مال الله الذى أتاكم } .

سادسا : { الغارمين } وهم الذين لحقتهم ديون بسبب اصلاح ذات البين أو تعطل  بعض أعمال مهمة لهم كان فيها نفع للأمة كالعمل التجاري أو الصناعي مثلا وتعذر عليهم الوفاء بتلك الديون بشرط الا تكون فى معصية الله أو بسبب فساد أخلاقهم والا فلا يعطون منها .

سابعا : { وفى سبيل الله } وهو يتضمن الجهاد واعداد العدة وتجهيز الجيوش، ويدخل تحت كلمة في سبيل الله أيضا بناء المساجد واصلاحها وبناء المدارس وبناء المستشفيات وغير ذلك من المنافع العامة التي تكون خالصة لله وفى سبيل الله .

ثامنا : { ابن السبيل } وهو الذى انقطع فى سفره عن بلده واصبح بعيدا أو غريبا واحتاج إلى المال ليتم مهمته ويرجع إلى بلده .

 

                                                 


اكتب تعليق

أحدث أقدم