أصناف الجــن

 

 


أصناف الجــن

 

أورد ابن أبي الدنيا في ((مكائد الشيطان ))  أصناف الجن فقال : عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( خلق الله الجن ثلاثة أصناف : صنف الحيات وعقارب وخشاش الارض ، وصنف كالريح في الهواء ، وصنف عليهم الحساب والعقاب )) 

وعن أبي ثعلبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الجن على ثلاثة أصناف : صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون)) 

وسميت الجن جناً لاجتنانها اي استتارها عن الأعين وكذلك سمى الولد في بطن أمه جنينا.

وقد قسم العلماء الجن إللي أنواع من حيث شرهم وخبثهم : 

1ـ الجن : ويطلق كعموم للفظ ومفردها جني . 

2ـ  العفريت : وهو من الجن لكنه صاحب دهاء ومكر وقوة جبارة أعطاها الله عز وجل له ، والعفريت هو العاتي من الجن . 

قال تعالي : { قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك واني عليه لقوي أمين } 

وقد ذكر اسم العفريت فى القرآن الكريم مرة واحدة .

3ـ الشيطان : وهو رأس الفساد ، كافر وفاسق ومتكبر ، رفض السجود لآدم عليه السلام حينما أمره الله عز وجل بذلك ، وهو ملعون من الله عز وجل وقد وصفه الله تعالى بانه عدو مبين . 

( أن الشيطان للإنسان عدو مبين ) 

( ألم اعهد اليكم يا بني آدم ان لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين) 

4ـ المارد وهو من الجن ولكن قد زاد خبثه .

وقد ذكر في القرآن ثلاث مرات

{ وأن يدعون إلا شيطاناً مزيدا } 

{ ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد } 

{ وحفظاً من كل شيطان مارد } 

5ـ العوامر : وسمين بذلك لطول لبثهن في البيت وهن يسكن الدور مع الناس وقد يكن عمار خير وقد يكن عمار سوء.

وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم قتل جنان البيوت خوفاً من أن تكون العوامر قد تشكلت بها فيؤذيها صاحب البيت فترد الأذى بأذى أشد وعلينا التحريج عليها ثلاثاً فإذا لم تخرج قتلت ولا حرج .

جاء في صحيح مسلم عن أَبي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي بَيْتِهِ قَالَ: فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي فَجَلَسْتُ أَنْتَظِرُهُ حَتَّى يَقْضِيَ صَلاتَهُ فَسَمِعْتُ تَحْرِيكًا فِي عَرَاجِينَ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا حَيَّةٌ فَوَثَبْتُ لأَقْتُلَهَا فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَشَارَ إِلَى بَيْتٍ فِي الدَّارِ فَقَالَ : أَتَرَى هَذَا الْبَيْتَ فَقُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : كَانَ فِيهِ فَتًى مِنَّا حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ قَالَ : فَخَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْخَنْدَقِ فَكَانَ ذَلِكَ الْفَتَى يَسْتَأْذِنُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَنْصَافِ النَّهَارِ فَيَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ فَاسْتَأْذَنَهُ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " خُذْ عَلَيْكَ سِلاحَكَ فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ قُرَيْظَةَ " فَأَخَذَ الرَّجُلُ سِلاحَهُ ثُمَّ رَجَعَ فَإِذَا امْرَأَتُهُ بَيْنَ الْبَابَيْنِ قَائِمَةً فَأَهْوَى إِلَيْهَا الرُّمْحَ لِيَطْعُنَهَا بِهِ وَأَصَابَتْهُ غَيْرَةٌ فَقَالَتْ لَهُ : اكْفُفْ عَلَيْكَ رُمْحَكَ وَادْخُلِ الْبَيْتَ حَتَّى تَنْظُرَ مَا الَّذِي أَخْرَجَنِي فَدَخلَ فَإِذَا بِحَيَّةٍ عَظِيمَةٍ مُنْطَوِيَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ فَأَهْوَى إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ فَانْتَظَمَهَا بِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ فَرَكَزَهُ فِي الدَّارِ فَاضْطَرَبَتْ عَلَيْهِ فَمَا يُدْرَى أَيُّهُمَا كَانَ أَسْرَعَ مَوْتًا الْحَيَّةُ أَمِ الْفَتَى قَالَ : فَجِئْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ وَقُلْنَا : ادْعُ اللَّهَ يُحْيِيهِ لَنَا فَقَالَ : "اسْتَغْفِرُوا لِصَاحِبِكُمْ " ثُمَّ قَالَ :" إِنَّ بِالْمَدِينَةِ جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمْ شَيْئًا فَآذِنُوهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ " .

وفي روايةِ : أن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : " إِنَّ لِهَذِهِ الْبُيُوتِ عَوَامِرَ فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْهَا فَحَرِّجُوا عَلَيْهَا ثَلاثًا فَإِنْ ذَهَبَ وإلا فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ كَافِرٌ" وَقَالَ لَهُمُ : " اذْهَبُوا فَادْفِنُوا صَاحِبَكُمْ " .

6ـ الارواح : وهم يتعرضون للصبيان.

 


من كتابي عالم الجن والملائكة بين الحقيقة والخيال ط دار المنار القاهرة

اكتب تعليق

أحدث أقدم