المنتظرون الثلاثة # المسيح الدجال





المنتظرون الثلاثة

 

الساعة وأشراطها :

قال تعالي : {ويسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو }

قال المفسرون :إن معني الساعة في القرآن كله هو الوقت الذي يصعق فيه العباد ، وقد سميت ساعة لأنها تفاجأ الناس في ساعة ، فيموت الخلق كلهم عند الصيحة الأولى .

وقد في القرآن في آيات كثيرة  ، كلها بمعني القيامة ، والساعة بمعني القيامة مما استأثر الله تعالي بعلمه ، ولم يُطلع علي وقتها أحدا من خلقه ، سواء من الملائكة المقربين ، أم من الجن والشياطين ، أم من الإنس من أنبياء ومرسلين.

قال تعالي :{إليه يرد علم الساعة} .

وقال عز وج : {قل إنما علمها عند ربي}

فهي تأتي بغتة ، علي حين غفلة من الناس ، من غير توقع ولا انتظار .

وإذا كانت الساعة تأتي بغتة فإن لها علامات وأشراط تسبقها ، وتدل علي قربها .

قال تعالي :{فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها  } .

ومن أشراط الساعة :

منها ما هو صغري ، ومنها ما هو كبري .

ومن العلامات الكبري نذكر المنتظرون الثلاثة : المسيح الدجال ، المسيح ابن مريم ، المهدي .

وسوف نقوم بمشيئة الله بذكر هؤلاء الثلاثة في ثلاث حلقات نسأل الله العظيم التوفيق لي ولكم .

 

المسيح الدجال

أولا : خروج الدجال :

والدجال لغة على وزن فعال من الدجل وهو التغطية، وأصل الدجل معناه : الخلط، يقال : دجل إذا موه، وجمع دجال : دجالون، ودجاجلة. وسمي الدجال دجالا ؛ لأنه يغطي الحق بباطله.

والدجال الذي نقصده هو الدجال الأكبر الذي يخرج قبيل قيام الساعة في زمن المهدي وعيسى عليه السلام .

فخروج الدجال من أعظم علامات الساعة؛ لأنه فتنة عظيمة،

معني المسيح :

ويسمى مسيحا؛ لأن إحدى عينيه ممسوحة أو لأنه يمسح الأرض في أربعين يوما .

ولفظة المسيح تطلق على الصادق وهو : عيسى عليه السلام ، وعلى الضال الكذاب وهو الأعور الدجال .

وقد اختلف في معنى المسيح على ثلاثة وعشرين قولاً،
والمقصود بالمسيح هنا المسيح الضال الذي يكون فتنة للناس، بما يجريه الله على يديه من خوارق للعادة، كإنزال المطر وإحياء الأرض .

وأما مسيح الهدى فهو عيسى ابن مريم عليه السلام الذي سيأتي الكلام عليه في الحلقة القادمة إن شاء الله .

سبب عدم ذكر الدجال في القرآن :

علي الرغم من الأحاديث التي تذكر الدجال بلغت حد التواتر، إلا أنه لم يذكر في القرآن، وقد تعددت الاجابة عي هذا السؤال علي لسان أئمة التفسير والحديث ، وأجاب الإمام البلقيني بأنه اعتبر كل من ذكر في القرآن من المفسدين فوجد كل من ذكر إنما هم ممن مضى وانقضى أمره، وأما من لم يجئ بعد فلم يذكر منهم أحدا) .

موعد خروج الدجال :

تحدثت الأحاديث المتواترة التي ذكرت الدجال ، عن موعد وأنه في آخر الزمان والتحذير منه، ووصفه وصفا دقيقًا.

الدجال لا يدخل مكة المكرمة ولا المدينة :

روت فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، قصة تميم الداري ورؤيته للدجال، وجاء في الحديث أن الدجال قال عن نفسه : (إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده سيف صلتا يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها).

قالت : قال رسول الله وطعن بمخصرته في المنبر : "هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة " يعني المدينة "ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟ "فقال الناس :نعم. قال :" فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل الشرق ما هو من قبل الشرق، ما هو من قبل الشرق، ما هو " وأوما بيده إلى المشرق، قالت : فحفظت هذا من رسول الله ) (رواه مسلم).

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : (حدثنا رسول الله يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما يحدثنا به أنه قال : " يأتي الدجال ، وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة ، فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس - أو من خير الناس - فيقول له : أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله حديثه، فيقول الدجال : أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته، أتشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول : والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم الآن، قال: فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه) [أخرجه البخاري ومسلم].

وصف المسيح الدجال :

عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : (أن رسول الله ذكر يوما بين ظهراني الناس الدجال فقال : " إن الله تعالى ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية) (أخرجه البخاري ومسلم).

 

وعنه أيضا –رضي الله عنه- قال : (قام رسول الله في الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال: " إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، إنه أعور، وان الله ليس بأعور)(رواه البخاري ومسلم) .

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : (ألا أخبركم عن الدجال حديثا ما حدثه نبي قومه ؟ إنه أعور، وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار، وإني أنذرتكم به كما أنذر به نوح قومه) (رواه مسلم).

فالدجال شخص يخرج ليفتن الناس، وكان النبي يستعيذ في صلاته وغيرها من فتنة الدجال وشره وأمر أمته بذلك.

 

ابن صياد أحد الدجاجلة :

هل الدجال هو ابن صياد الذي أدرك النبي وهو لم يبلغ الحلم ؟

اختلف العلماء في تلك المسألة، وذلك لما روي من أحاديث صحيحة في هذا المعنى فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انطلق مع رسول الله في رهط قبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم، فلم يشعر حتى ضرب رسول الله ظهره بيده، ثم قال رسول الله لابن صياد : (أتشهد أني رسول الله ؟ فنظر إليه ابن صياد، فقال : أشهد أنك رسول الأميين، فقال ابن صياد لرسول الله : أتشهد أني رسول الله ؟ فرفضه رسول الله وقال: (آمنت بالله وبرسله)، ثم قال له رسول الله : ماذا ترى ؟ قال ابن صياد : يأتيني صادق وكاذب، فقال له رسول الله : خلط عليك الأمر، ثم قال له رسول الله : إني خبأت لك خبيئا، فقال ابن صياد : هو الدخ، فقال له رسول الله : "اخسأ فلن تعدو قدرك ". فقال عمر بن الخطاب : ذرني يا رسول الله أن أضرب عنقه، فقال له رسول الله : " إن يكنه فلن تسلط عليه،وإن لا يكنه فلا خير لك في قتله". (رواه البخاري ومسلم) .

والصحيح أن ابن صياد قد يكون من الدجاجلة ، ولكن ليس هو الدجال الأكبر، وذلك لحديث تميم الداري السابق فيه أن الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان غير ابن صياد، فابن صياد أدركه النبي ، وهو لم يبلغ الحلم، وتميم لقي رجلاً كبيرا، عظيم الخلق، مسجونا في جزيرة من جزائر البحر موثقا بالحديد يستفهم عن خبر النبي هل خرج أو لا، فالجمع بينهما بعيد.

 

قال النووي : (قال العلماء : وقصته مشكلة وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره، ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة. قال العلماء : وظاهر الأحاديث أن النبي لم يوصف إليه بأنه المسيح الدجال ولا غيره، وإنما أوحي إليه بصفات الدجال، وكان في ابن صياد قرائن محتملة، فلذلك كان النبي لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره، ولهذا قال لعمر رضي الله عنه : إن يكن هو فلن تستطيع قتله.(  

 

الأمر بالتعوذ من الدجال :

فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن : "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات.

 

ما يعصم من الدجال :

وقد أرشد رسول الله المؤمنين إلى ما يعصمهم من فتنة المسيح الدجال كما جاء في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه : أن النبي قال : " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال ". قال مسلم : قال شعبة : من آخر الكهف، وقال همام : من أول الكهف.

 

 


 


اكتب تعليق

أحدث أقدم