قصة
يونس عليه السلام
فى العراق الحبيب ، كانت هناك مدينة تسمى ( نينوى )
وكانت هذه الأرض ذات ثمار ، وجنات وعيون ،
فيها من الخيرات ما يفيض عن حاجة أهلها ، إلا أن أهل هذه البلاد كانوا كافرين ، لم
يشكروا الله على ما حباهم به من نعم ، فعبدوا الأصنام .
بعثة يونس لأهل نينوي :
فأرسل الله نبيه ( يونس بن متى ) يعلمهم
وينهاهم عن عبادة الأصنام التى لا تستطيع أن تجلب لهم نفعا ، أو تدفع عنهم شرا .
فما كان منهم إلا أن ازدادوا عنادا وكفرا ،
فحذرهم وأنذرهم عذاب الله فما كان منهم إلا أن قالوا :
ــ أرنا ما وعدتنا ، وآتنا بالعذاب الذى
وعدتنا إن كنت من الصادقين .
دعاء يونس علي قومه :
فغضب منهم غضبا شديدا ، وظن أنهم لن يؤمنوا
به أبدا ، فدعا الله عليهم أن يهلكهم ، وخرج من بين أظهرهم ولم يكد (يونس ) عليه السلام
يخرج من قريتهم حتى اشتدت الرياح وامتلأ الجو بسحابة من الغبار والأتربة ، وأظلمت
السماء .
توبة أهل نينوي :
علم أهل ( نينوى) صدق نبى الله ( يونس )
فجمعوا نساءهم وأطفالهم ومواشيهم ، وتركوا ديارهم ، وخرجوا إلى الصحراء يدعون ربهم
عز وجل أن يغفر لهم ، ويسامحهم على عدم إيمانهم بنبيه .
أما ( يونس ) عليه السلام فقد سار فى طريق
انتهى به إلى ساحل البحر ، فوجد سفينة تستعد للإبحار فعرض على أصحابها أن يركب
معهم ، فرحبوا به واستبشروا به خيرا .
حملته السفينة إلى وسط البحر ، فإذا بالريح
تهب من كل اتجاه ، وأخذت السفينة تتأرجح وتضطرب وظن أهلها أنه قد أحاط بهم .
القاء يونس في البحر :
اتفق أهل السفينة على القاء واحد منهم فى
البحر ، فإن سكنت الريح وهدأت سفينتهم فيها ، وإلا ألقوا رجلا آخر وهكذا ، فطرحوا
السهام على من يبدأون بالقائه ، فخرج السهم على ( يونس ) عليه السلام وكرروا اجراء
التجربة فكانت تخرج السهام على ( يونس ) فألقوه فى البحر .
اقرار العبد بالخطأ أول طريق التوبة
:
علم ( يونس ) أنه أخطأ عندما خرج من (نينوى )
بدون إذن ربه ، وكان عليه أن يصبر على إيذاء هؤلاء الناس حتى يؤمنوا فأسلم أمره
لله ، فأرسل له حوتا فابتلعه ، بدون أن يكسر له عظما ، أو يقطع له لحما ، أو يخدش
له جلدا .
الظلمات الثلاث :
أصبح ( يونس ) عليه السلام فى الظلمات ثلاث :
ظلمة الأمواج وظلمة الليل ، وظلمة بطن الحوت
.
دعاء يونس عليه السلام :
أخذ ( يونس ) عليه السلام يبحث عن النور ،
فلم يجده إلا فى تسبيح الله عز وجل ، فأخذ يسبح ، ويسبح معه سائر مخلوقات البحر
وينادى فى الظلمات { لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين } (الأنبياء \ 87)
فلما نادى ربه ، وأقر بخطأه ، أمر الله الحوت
أن يلفظه على الشاطىء فلفظه وهو سقيم يتوجع ويتألم ، فأنبت الله عليه شجرة من
يقطين ( القرع ) تظله ، وتحميه من الحشرات ، ويأكل منها ومكث ( يونس ) عليه السلام
أيام حتى استعاد قوته ونشاطه ونشاطه فعاد إلى قريته ، فوجدهم جميعا كما تركهم ،
فاستغرب من ذلك فعلم خروجهم من قريتهم واعلانهم التوبة فنجاهم الله .
إرسال تعليق