هل الجن تهاب الذئب ؟

 




هل الجن تهاب الذئب ؟


تزعم العرب أن الجن تخشى الذئاب فيقولون عن الذئب مدحا :


ينام بإحدى مقلتيه ويتقي *** صروفَ المنايا فهو يقضانُ نائم


وقد قصدوا من هذا أن الذئب متوثِّبٌ دائما .


ويزعمون أن الجن تهاب الذئب ، ولهذا نسمع أن بعض المعالجين في عصرنا يضعون رأس الذئب أو جلده عند باب منازلهم ، يوهمون بهذا وهم يقرؤون على الشخص الذي به مس أن الجني يهرب لما يرى من جلد أو رأس الذئب ، وهذا أمر خطير وخطره في العقيدة ولا يجوز شرعا ، لأنه لا بد أن يعتقد أن الله هو الذي يحي ويميت وينفع ويضر ، وأنه يجب أن تأخذ الرقية الشرعية مجراها الشرعي ، وقد رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستعن بمثل هذه الأمور .

اجابة اللجنة الدائمة للفتوي عن ذلك

 

وقد كانت اغلب اجابات العلماء حين سألوا عن ذلك الجزم بالنفي ، وتكذيبه، فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمةأنهم سئلوا عن شم جلد الذئب من قبل المريض، بدعوى أن يفصح عن وجود جان أو عدمه، إذ إن الجان ـ بزعمهم ـ يخاف من الذئب وينفر منه، ويضطرب عند الإحساس بوجوده ـ 

وجاء في الجواباستعمال الراقي لجلد الذئب ليشمه المصاب حتى يعرف أنه مصاب بالجنون، عمل لا يجوز، لأنه نوع من الشعوذة والاعتقاد الفاسد، فيجب منعه بتاتا، وقولهم: إن الجني يخاف من الذئب خرافة لا أصل لها. اهـ.

فتوي الشيخ عبد الله بن جبرين 

وقد سأل الشيخ عبد الله بن جبرين عن ذلك فقيل : هناك من يعطي المصاب بالصرع جلد ذئب، فإذا شمه خرج الجن أو مات فما حكمه؟

 فأجابلا أرى ذلك سائغا، ولا أظنه مفيدا، وإن لم أكن على يقين، وقد ذكر لنا أن الجن يهربون من الذئاب، بل إن الذئب يبصر الجن إذا خرجوا على الأرض، ويطارد أحدهم حتى يفترسه، ولشهرة ذلك عند العامة، وكثرة الوقائع التي تنقل فيه، لا أقول: إنه مستحيل، فإن الجن إنما حجبوا عن أنظار البشر في قوله تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ـ فنحن لا نبصر الجن، لأنهم من عالم الأرواح، وهي خلق لا نعرف كيفيته، لكن نعلم أنهم يلابسون الإنسان ويغلبون على روحه، وأن المصاب بالصرع إذا ضرب أو صفع لا يتألم إلا الجن الذي لابسه، بل إنه ينطق على لسانه ويتغلب على حركاته.

 والعلاج الصحيح للمصروع هو الرقية بكلام الله وبالأدعية المأثورة، فإنه يضيق بذلك ذرعا، سيما إذا كان القارئ من أهل الورع والاستقامة والتمسك بالسنة ومعرفة الآيات التي لها تأثير في إخراج الجن وتضرره.

 وهناك أناس اشتهروا بعلاج الصرع والقراءة على المصابين به، بحيث إذا خرج القارئ سقط المصروع فرقا منه، وهناك علاج بغير القراءة، من أدوية وأشربة وأشياء تؤثر في خروج الجان أو موته، لا بأس بها إذا لم تشتمل على ما لا يجوز شرعا .

 

 


اكتب تعليق

أحدث أقدم