نــوح عليه السلام
كان بين آدم ونوح عشرة قرون ، كلهم على الاسلام ، أمة
واحدة على الهدى ، ثم اختلفوا وادخلت عليهم الشياطين الشرور .
فكان قوم نوح
اذا مات منهم أناس صالحون صوروا لهم الصور ليتأسوا بهم ، ويتذكروا أفعالهم الصالحة
.
ثم خلفهم قوم
جهلوا مرادهم ، فوسوس لهم الشيطان أن أسلافهم كانوا يعبدونهم.
بعثة نوح إلى قومه :
فلما عبدوا آلهة غير الله ، وكان منها ودا ، وسواعا ،
ويغوث ، ويعوق، ونسرا، فبعث الله إليهم نوح عليه السلام ، فدعاهم إلى عبادة الله
الواحد الأحد ، وألا يشركوا به صنما ، ولا
تمثالا فقال :
{ يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون } (
الأعراف : 65 ) .
مدة بعثة نوح :
ولبث نوح عليه السلام فى قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ،
لا يكل ولا يمل من دعوتهم ليلا ونهارا ، سرا وعلانية .
فما زادهم الا فرارا ، واعراضا عن الحق ، فظلوا يعبدون
الأصنام التى صنعوها بأيديهم .
وكانوا اذا رأوه وضعوا أصابعهم فى آذانهم ، وغطوا وجوههم
بثيابهم ، وكانت الأجيال توصى بعضها البعض بعدم الإيمان بنوح عليه السلام .
واشتد الخلاف بين نوح وقومه ، فسئموا منه ، وضاقت به
صدورهم ، فقالوا :
{ يا نوح قد جادلتنا
فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين } (هود : 32) .
الشكوى إلي الله :
وهنا لم يجد نوح حيلة سوى الشكوى لله عز وجل فقال :
{ قال رب انى دعوت قومى ليلا ونهارا } { فلم يزدهم دعائى
الا فرارا } ( نوح 5 ـ 6 ) .
فاوحى الله اليه :
{ وأوحى الى نوح أنه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا
تبتئس بما كانو يفعلون } ( هود : 36 ) .
فلما علم ذلك دعا عليهم بالعذاب الذى طلبوه واستعجلوه :
{ وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا } ( نوح
:26).
فاستجاب الله له ، وأمره أن يصنع الفلك :
{ واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبنى فى الذين
ظلموا انهم مغرقون} (هود: 37 ) .
الأمر بصناعة السفينة :
فاختار نوح مكانا قاصيا بعيدا عن المدينة ، ليصنع فيه
الفلك ، وأعد لذلك الألواح ، والمسامير ، وبدأ نوح فى صناعة الفلك .
سخرية قومه منه :
فكان قومه يمرون به ويقولون مستهزئين : لقد كنت تزعم أنك
نبى واليوم أنت نجار فهل فشلت في النبوة ؟
وهكذا كانوا يسخرون منه ، كيف يصنع سفينة في الصحراء ؟
فقال لهم نوح : { إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما
تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويح عليه عذاب مقيم } (هود: 29،28 ) .
واستمر نوح في صناعة السفينة ا يستمع لسخرية قومه ،
منتظرا الأمر الإلهي ، والذي صدر بأن يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين ، ومن آمن
من قومه وأهله .
بدأ السيل :
وفجأة فار الماء من الأرض ، وتفجرت العيون ، وتفتحت
أبواب السماء بالماء ، واستقر نوح ومن معه على السفينة ، ينظرون إلي هذا السيل الذى
أغرق الأرض فحمل السفينة فقالوا : الحمد لله الذى نجانا من القوم الظالمين .
غرق ابنه ونجاة نوح ومن معه :
وفجأة ينظرنوح إلى الماء فيرى ابنه يصارع الأمواج فناداه
مستعطفا أن يركب معه السفينة لينجو بنفسه من الموت المحقق لكن لم يستمع لنداء
والده وقال : سأوى الى جبل يعصمنى من الماء .
ولكن لا عاصم اليوم من أمر الله فغرق مع من غرق من
الكفار .
عودة الحياة إلي طبيعتها :
ولما تم إغراق القوم الظالمين صدر الأمر من رب العالمين
للسماء أن تقلع عن انزال الماء ، وللأرض أن تبلع الماء فى أعماقها ، وعادت الحياة
كما كانت قبل ذلك .
وهبط نوح عليه السلام بالسفينة على جبل الجودى بسلام كما
أمره الله وخرج ومن معه فعاشوا يعبدون الله حتى لقى نوح ربه .
إرسال تعليق