كيف نعتصم من أذى
الجن
خلق الله عز وجل الجن والانس ، وكرم الله
الانسان ، لذا كان العداء بين الانسان والشياطين ، لكن شاءت مشيئة الله أن لا يترك
الانسان فى هذه المعركة ، بل منحه أسلحة ودفاعات يحترز بها من أذى هذا العالم
المجهول ، فاذا ترك الانسان هذه الاسلحة وأذى فلا يلومن الا نفسه .
الاستعاذة بالله
من الشيطان
{ وأما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله
انه سميع عليم }
{ وقل رب أعوذ بك من همزات الشيطاين وأن
يحضرون }
الغرض من الاستعاذة :
هو الاحتراز من وسوسة الشيطان ، لأنها شىء
خفى ، يقذف فى قلب الانسان ، ولا يطلع عليه أحد الا الله عز وجل .
فلذا يجب على العبد الاستعاذة بمن يسمع هذه
الوسوسة ، ويعلمها ويقدر على دفعها ، ألا وهو الله سبحانه وتعالى .
وكلمة ( أعوذ ) مشتقة من العوذ ،
والعوذ له معنيان :
أحدهما : الالتجاء والاستجارة . أى يلجأ المتعوذ بالله
من الشيطان الى الله عز وجل ، ويستجير به .
ثانيا : الالتصاق فان المتعوذ بالله يلتصق برحمته
الله عز وجل ، وبفضله أن يضله الشيطان .
وما استعاذ أحد بالله الا وصرف الله عز وجل
عنه ما يستعاذ به منه ، ومنحه وأعطاه ما تمناه .
{ رب انى أعوذ بك أن اسألك ما ليس لى به علم
}
فأعطاه الله السلام والبركات .
{ قيل يا نوح أهبط بسلام منا وبركات عليك }
وهذه أم مريم تقول :
{ وانى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم
}
فأعاذها الله عز وجل وابنها من الشيطان ،
ووجدت القبول من الله .
{ فتقبلها ربها بقول حسن وأنبتها نباتا حسنا
}
الاستعاذة
بالله عند الغضب
عن سليمان بن صرد قال : كنت جالسا مع النبى
صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان ، فأحدهما أحمر وجه وانتفخت أوداجه ، فقال النبى
صلى الله عليه وسلم :
( انى لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ،
لو قال : أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد )
فقالوا له : ان النبى صلى الله عليه وسم قال
: تعوذ بالله من الشيطان ، قال : وهل بى جنون .
ويقول الامام فخر الدين الرازى :
ان الانسان يغضب اذا أحس من نفسه بفرط قوة .
وشدة بواسطتها يقوى على قهر الخصم ، فاذا استحضر فى عقله أن أله العالم أقوى وأقدر
منى ، ثم انى عصيته مرات ومرات ، وأنه بفضله تجاوز عنى فالاولى لى أن أتجاوز عن
هذا المغضوب عليه ، وكل هذه المعانى مستنبطة من قوله تعالى : { ان الذين اتقوا اذا
مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون }
والمعنى أنه اذا تذكر هذه الأسرار والمعانى
أبصر طريق الرشاد فترك النزاع والدفاع ورضى بقضاء الله تعالى .أ ه
الاستعاذة عند قراءة القرآن
يجب الاستعاذة بالله من الشيطان عند قراءة
القرآن لقوله تعالى :
{ فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان
الرجيم }
والاستعاذة عند القراءة على وجهين
:
أحدهما : بعد القراءة ، لأن من قرأ القرآن استوجب الثواب العظيم ، فلو دخله العجب
بعد القراءة لسقط ثواب القراءة ، فلهذا قالوا الاستعاذة بالله بعد القراءة .
ثانيا : أن الاستعاذة قبل القراءة ، فالمقصود من
الاستعاذة طرد وساوس الشيطان عند القراءة ، فلذا يجب تقديم الاستعاذة قبل القراءة
.
قلت
والأفضل أن نجمع بين الرأيين ، ونستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، قبل
القراءة وبعدها .
الاستعاذة
عند دخول الخلاء
من المعلوم أن الجن والشياطين يسكنون دور
الخلاء ، فاذا دخل الانسان ولم يستعذ بالله من شرهم فقد يصيبونه بأذى ، لهذا فقد
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من نساء الجن ورجالهم عند الدخول .
فعن أنس رضى الل عنه كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم اذا دخل الخلاء يقول : (( اللهم انى أعوذ بك من الخبث والخبائث ))
وعن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :
(( ان هذه الحشوش محتضرة ، فاذا أتى أحدكم
الخلاء فليقل : أعوذ بالله من الخبث والخبائث )) .
يتبع ...
إرسال تعليق