استمتاع الجن والانس بعضهم ببعض



استمتاع الجن والانس بعضهم ببعض

 

{ ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال أولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذى أجلت لنا } .


يقول ابن كثير :

قال ابن جريج : كان رجل فى الجاهلية ينزل الأرض فيقول : أعوذ بكبير هذا الوادى . فذلك استمتاعهم فاعتذروا به يوم القيامة .

وأما استمتاع الجن بالأنس فانه كان فيما ذكر ما ينال الجن من الأنس من تعظيمهم اياهم فى استعانتهم بهم ، فيقول : قد سدنا الانس والجن .


ويقول ابن القيم فى ذلك :

قال ابن عباس ومجاهد ، والحسن وغيرهم يقول الله تعالى لشيطان الجن : { أضللتم منهم كثيرا } فيجيبه سبحانه أولياؤهم من الانس بقولهم : { ربنا استمتع بعضنا ببعض } يعنون استمتاع كل نوع بالنوع الأخر . 


فاستمتاع الجن بالانس : طاعتهم لهم فيما يأمرونهم به : من الكفر ، والفسوق ، والعصيان

فان هذا أكثر أغراض الجن من الأنس ، فاذا أطاعوهم فيه فقد أعطوهم مناهم .


واستمتاع الانس بالجن : أنهم أعانوهم على معصية الله تعالى ، والشرك به بكل ما يقدرون عليه، من التحسين ، والتزيين والدعاء، وقضاء كثير من حوائجهم، واستخدامهم بالسحر والعزائم وغيرها .


فأطاعهم الانس فيما يرضيهم من الشرك والفواحش ، والفجور . وأطاعتهم الجن فيما يرضيهم من التأثيرات ، والاخبار ببعض المغيبات فتمته كل من الفريقين بالأخر .


فالفاسق يستمتع بالشيطان ، بإعانته له على أسباب فسوقه ، والشيطان يستمتع به فى قبوله منه، وطاعته له فيسره ذلك ، ويفرح به منه .


والمشرك يستمتع به الشيطان بشركه به ، وعبادته له ، ويستمتع هو بالشيطان فى قضاء حواءجه ، واعانته له .

 


اكتب تعليق

أحدث أقدم