هل يلقي الجن للإنس علوماً وأخباراً ؟


هل يلقي الجن للإنس علوماً وأخباراً ؟

  لا يمكن لإنسان أن يتعاون مع الجن إلا أن يكون كافراً ، لأن من أدق تعريفات الساحر : هو الذي يتصل بالجن .

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  : "  مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْه  ِ ".  ) أخرجه النسائي, إسناده ضعيف . (

 فأي اتصال بين الجن وبين الإنس هذا الاتصال هدفه إضلال البشر، ولو لبس هذا الذي يتصل بالجن بزيّ ديني, و لو لبس عمامة خضراء هو عند رسول الله عليه الصلاة والسلام كافر، لأن هدفه إيهام الناس أن بيد الجن النفع والضر, هدفه تحويل الناس عن الله سبحانه وتعالى إليه .

 هل يلقي الجن للإنس علوماً وأخباراً ؟

 أما العلوم والأخبار التي يمكن أن يلقيها الجن إلى الكهان فهي بحسب مواضيع هذه العلوم التي يلقونها، فإن كانت من العلوم التي تتعلق بالأمور المشهود .

مثلاً :

  في القاهرة  نزلت أمطار غزيرة هذا  اليوم  ، هذه من الأشياء المشهودة وليس من الأشياء الغيبية، لكن نقل الخبر قد لا يكون متيسراً للإنس قبل الاتصالات السلكية واللاسلكية ، وقبل السفر السريع إلى هذه البلاد ،  فنقل أنباء الأمطار التي هطلت في القاهرة  اليوم إلى المنصورة  متعذر 

فالجن أحياناً يستطيعون أن ينقلوا هذه الأخبار التي وقعت ، هذا الأمر ليس من عالم الغيب  إنما هو من عالم الشهادة .

 فإن كانت من العلوم التي تتعلق بالأمور المشهودة أو الأخبار التي عن الوقائع الماضية ، فإنها أخبار تحتمل الصدق والكذب قد يصدقون وقد يكذبون.

  ومن جهة ثانية: لا يصح الثقة بأخبارهم لانعدام المقاييس التي بحوذتنا في معرفة صدقهم وكذبهم, فانتقال الجن سريع جداً .

والدليل:قوله تعالى :{ قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ } ( النمل: 39) .

 قبل أن يقوم سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام من مقامه, يستطيع عفريت من الجن أن يأتي بعرش بلقيس من اليمن إلى القدس، فانتقاله سريع جداً .

 لذلك لما قال الله عز وجل: {  يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ } ( الرحمن : 33 ) .

 قدم الجن الله سبحانه وتعالى على الإنس, لأنهم أقدر من الإنس على خرق السموات والأرض لميزات أعطاهم الله إياها.

اكتب تعليق

أحدث أقدم