زكريا ويحيي عليهما السلام

 

 


زكريا ويحيي عليهما السلام

 

زكريا يكفل مريم :

كان زكريا زوج خالة مريم بنت عمران ، وقد كفلها بعد موت والدها حيث قد تنازع القوم على تربيتها، فاتجهوا الى القرعة فيما بينهم ، فألقوا أقلامهم فى البحر ، فجرت جميع الأقلام مع الماء الا قلم زكريا فقد ثبت ، وهكذا فاز زكريا بكفالة مريم .

هو من عند الله :

أحسن زكريا كفالة مريم ، وكان يتفقدها ليطمئن على أحوالها وكان زكريا يدخل على مريم فيجد عندها فاكهة الشتاء فى الصيف ، وفاكهة الصيف فى الشتاء ، فلما سألها من أين لك هذا ؟ فقالت : هو من عند الله يرزق من يشاء بغير حساب .

دعاء زكريا عليه السلام :

أدرك زكريا المعجزة ، وراح يفكر فى نفسه ، لقد أصبح شيخا عجوزا وامرأته عقيم لم يرزقهما الله الولد ، وقد أصبح على شفا الموت ، ويحتاج الولد ليكمل رسالته ، وهنا رفع زكريا يده الى السماء داعيا الله عز وجل : { وزكريا اذ نادى ربه رب لا تذرنى فردا وأنت خير الوارثين } ( الأنبياء 89 ) .

وظل زكريا يتوسل بضعفه وعجزه ، ويقر بجميل فضل الله عليه باستجابته لدعاؤه ، وأن قصده من طلب الولد ، إنما ليرث علمه ونبوته ، ويقوم بعد مماته فى بنى اسرائيل فى تعليمهم هدايتهم .

البشرى بيحيي :

فاستجاب الله تعالى لدعاء زكريا وبشره بغلام اسمه ( يحيى ) وكان اسما لم يسمى من قبل :

{ فاستجبنا له ووهبنا له يحيى واصلحنا له زوجه } ( الأنبياء 90 )

فرح زكريا بالبشرى فرحة عامرة ... وسأل ربه ليطمئن قلبه

{ قال رب انى يكون لي غلاما وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء } ( ال عمران 40 ) .

آية استجابة الله لزكريا :

ثم طلب زكريا من ربه آية يطمئن بها قلبه ، وتعلمه بحمل زوجته ، فأجابه الله الى ما طلب وقال :

{ رب اجعل لي آية قال آيتك الا تكلم الناس ثلاث ليال سويا } ( مريم 10)

فكان العجز عن الكلام من غير خرس ولا آفه ، هو الآية التى يعرف بها زكريا حمل امرأته ليطمئن بها قبه .

فأطمأن قلبه ، وامتثل لأمر الله له حيث قال { واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشى والابكار } ( ال عمران 41 )

فخرج على قومه ، فأوحى اليهم أى بالأشارة أن سبحوا بكرة وعشيا ، وهكذا استجاب الله لدعاء زكريا ووهبه ( يحيي ) النبى الكريم ، وولد يحيى لزكريا ، فأعطاه الله حنانا وحبا لجميع الكائنات ، فكان رحيما بها عطوفا عليها .

اطعام الحيوانات والطيور :

وكان فى صغره يطعم الطيور والحيوانات من طعامه ، ولما كان لم يجد ما يأكله كان يأكل أوراق الشجر والأعشاب .

نبوة يحيي :

وكبر ( يحيى ) وصدر له الأمر الالهي بالنبوة .

{ يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا } ( مريم 21 ) .    

تعلم التوراة على يدى والده زكريا وأحاط بأصولها ، وكان شديدا على الباطل لا يخشى فى الله لومه لائم .

بر يحيي بوالديه :

وكان برا بوالديه ، مطيعا لهما ، لم يعقهما طيلة حياته ، ولم يكن جبارا عصيا قال تعالى .

{ وبرا بوالدية ولم يكن جبارا عصيا } ( مريم 14 ) .

أعطاه الله وهو فى الصغر الحكمة والعلم النافع والحنان وأعطاه طهارة البدن من الذنوب والمعاصى ، والتقرب الآ اله ، حيث كان تقيا متجنبا للمعاصى ، مطيعا لله بارا بوالديه ، ولم يكن متكبرا كان يحيى يخرج الى الجبال والصحراء يعيش فيها بالشهور والأيام يتعبد فيها ، ويبكى من خشية الله .

وكان يدخل المغارات فى االصحراء فيجد فيها السباع المفترسة من أسود ونمور فيقف يصلى ويتعبد ، فتخرج هذه السباع المفترسة دون أن تؤذيه .

جهر يحيي بالدعوة :

وفى ذات يوم جمع يحيى بنى اسرائيل فى بيت المقدس ، حتى امتلأ المسجد وقام فيهم خطيبا كما جاء فى الحديث النبوى الشريف ، وكان خلاصة دعوته : اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، أمركم بالصلاة ، آمركم بالصيام ، آمركم بالصدقة ، آمركم بذكر الله عز وجل .

استشهاد زكريا ويحيي :

وكعادة اليهود الخيانة والغدر فقد تآمروا عليه وعلى والده زكريا عليهما السلام ، فقتلا شهيدين سلام عليهما فى الأولين والآخرين .

 

 

 

 

 


اكتب تعليق

أحدث أقدم