حكم تربية الكلاب

 


 

حكم تربية الكلاب

 

حرَّم الإسلام الظلم وحاربه، ولم يقتصر تحريم الظلم على تحريمِهِ بين البشر بل حرَّم ظلم الحيوانات أيضًا ، فالرأفة والرحمة من أبرز الأخلاق الإسلامية تعاملاً مع الخلائق، وقد اتسعت لتشمل الرحمة بكلِّ خلق الله تعالى من حيوان ونبات ، بل ، ودعا إلى الرحمة والرفق في التعامل مع الحيوان .

وسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم هو رحمة من الرحمن الرحيم للناس، ولكل من أرسل إليهم من الإنس والجن، شملت رحمته صلوات الله وسلامه عليه الأرض والطير والحيوان؛ قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}  (الأنبياء: 107).

وهو الذي قال : " مَن فجعَ هذِهِ بولدِها؟ ردُّوا ولدَها إليها"، قالها وهو يعني بهذا طير الحمرة حينما أخذ أحد الصحابة ولديها .

 وهو الذي نهى عن وسم الحيوان في وجهه .

 وهو الذي بيّن أن رجلاً غفر الله تعالى له لسقايته كلباً في الصحراء يأكل الثرى من العطش .

 وهو الذي أعلمنا أن امرأة دخلت النار بحبسها هرة ( أي قطة )، فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض .

 هذا هو دين الإسلام دين الرحمة والرفق والرأفة بالإنسان، وبالأرض ومعالمها ، والبهيمة والنبتة ، كيف لا ونبي الرحمة يقول : " الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ الرَّحمنُ ، ارحَموا من في الأرضِ يرحَمْكم من في السَّماءِ".

وعن سهل بن الحنظلية الأنصاري أنَّه قال: " مرَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- ببعيرٍ قد لحِقَ ظَهْرُهُ ببطنِهِ فقالَ اتَّقوا اللَّهَ في هذهِ البَهائمِ المعجَمةِ فاركَبوها صالِحةً وَكُلوها صالحة " .

حكم تربية الكلاب :

نقول : إنَ الذي قال ( أن رجلاً غفر الله تعالى له لسقايته كلباً في الصحراء يأكل الثرى من العطش )  . هو الذي حرم تربية الكلاب في الاسلام .

فالأصل في حكم تربية الكلاب في الإسلام هو المنع، ودليل ذلكَ ما رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: " مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا إلَّا كَلْبَ ماشِيَةٍ، أوْ صَيْدٍ، أوْ زَرْعٍ، انْتَقَصَ مِن أجْرِهِ كُلَّ يَومٍ قِيراطٌ " رواه مسلم .

حكم تربية كلب في المنزل لرغبة الأبناء في ذلك :

أكدت دار الافتاء المصرية، أن الفقهاء اتفقوا على أنه لا يجوز اقتناء الكلب إلا لحاجة، كالصيد والحراسة، أو للماشية، أو للزرع، ومساعدة الضرير، وغير ذلك من وجوه الانتفاع التي لم ينه الشارع عنها، ويجوز تربية الكلب الصغير الذي يتوقع تعليمه الصيد؛ أو لاتخاذه لهذه المنافع المذكورة، ولا ينبغي اتخاذه لغير ما ذكر من منافع .

وقال أمين الفتوى: النبي يقول أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو صورة.

وأضاف أنه يفضل عند التعامل مع الكلب أن يكون هناك ملابس مخصصة في التعامل معه، حرصا على لعابه لغلق باب الوسوسة من هذا الأمر.

وقال العلامة ابن باز حينما سئل عن حكم تربية الكلاب في المنازل : لا تجوز تربية الكلاب إلا لثلاث للصيد وحراسة الماشية، والحرث، كما قال النبي صلي الله عليه وسلم قال :"من اقتنى كلباً إلا كلب صيد، أو ماشية، أو زرع، فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان؛ ولأن في تربية الكلاب وسيلة إلى نجاستها، و تقذيرها، وإيذاء للبيت بها .

وقد أمر النبي بغسل الإناء إذا ولغ فيه الكلب سبع مرات إحداهن بالتراب، فالواجب البعد عنها، والسلامة منها إلا من احتاج إلى هذه في الصيد، أو للحرث، أو للماشية، لحراسة الغنم، أما تربيتها لغير ذلك فهذا لا يجوز .

حكم بيع الكلاب في الاسلام :

لا يجوز بيع الكلاب ، ولا يحل ثمنها ، سواء كانت كلاب حراسة أو صيد أو غير ذلك ، لما روى أبو مسعود عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال : (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن ) متفق على صحته " انتهى .

وقال الشيخ ابن باز " بيع الكلب باطل" انتهى .

قلت : وقد استدل من أجاز بيع كلب الصيد بما رواه النسائي (4589) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (نَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَالسِّنَّوْرِ إِلا كَلْبِ صَيْد ) .

وهذا الاستثناء في الحديث : ( إِلا كَلْبِ صَيْدٍ ) ضعيف .

قال النسائي بعد روايته للحديث : هَذَا مُنْكَر .

أما إذا احتاج إلى الكلب للصيد أو الحراسة ولم يجد أحداً يعطيه إياه إلا بالبيع ، جاز له أن يشتريه ، ويكون الإثم على البائع ، لأنه باع ما لا يجوز له بيعه .

 

 

 


 

 

 

 

 

 






اكتب تعليق

أحدث أقدم