قدرات الجن وعجزهم
ما أعطاه الله للجن من قدرات :
لقد أعطى الله الجنّ قدرات هائلة لم يعطها للبشر من تشكل ، وسرعة الحركة والتنقل ، والقدرة علي القيام بالاعمال الشاقة ، وقد حدثنا الله عن بعض قدراتهم ، فمن ذلك :
أولا : قدرتهم على
التشكل :
للجن قدرة على التشكل بأشكال الإنسان والحيوان ، فقد جاء
الشيطان المشركين يوم بدر في صورة سراقة بن مالك ، ووعد المشركين بالنصر ، وفيه
أنزل : { وإذ زيَّن لهم الشَّيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من النَّاس
وَإِنِّي جارٌ لكم } ( الأنفال : 48 ) .
الشيطان ينكص علي عقبيه :
ولكن عندما
التقى الجيشان ، وعاين الملائكة تتنزل من السماء ، ولى هارباً : { فلمَّا تَرَاءتِ
الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريءٌ منكم إِنِّي أرى ما لا ترون إني أخاف الله }
( الأنفال : 48 ) .
ثانيا : سرعة الحركة والانتقال :
فقد تعهد عفريت من الجن لنبي الله سليمان بإحضار عرش ملكة اليمن
إلى بيت المقدس في مدة لا تتجاوز قيام الرجل من جلوسه ، { قال عفريتٌ من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من
مقامك وَإِنِّي عليه لقويٌّ أمينٌ – قال الَّذي عنده علمٌ من الكتاب أنا آتيك به
قبل أن يرتد إليك طرفك فلمَّا رآه مستقرّاً عنده قال هذا من فضل ربي ..} ( النمل :
39-40 ).
ثالثاً : علمهم
بالإعمار والتصنيع :
أخبرنا الله أنه سخر لنبيّه سليمان ، فكانوا يقومون له بأعمال
كثيرة تحتاج إلى قدرات ، وذكاء ، ومهارات : { ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه
ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السَّعير – يعملون له ما يشاء من مَّحاريب
وتماثيل وجفانٍ كالجواب وقدورٍ رَّاسِيَاتٍ} ( سبأ : 12-13 ).
ولعلهم قد توصلوا منذ القدم إلى اكتشاف مثل ( الراديو
والتلفزيون ) ، فقد ذكر ابن تيمية أن بعض الشيوخ الذين كان لهم اتصال بالجن أخبروه
وقال له : " إن الجن يرونه شيئاً براقاً مثل الماء والزجاج ، ويمثلون له فيه
ما يطلب منه من الأخبار به ، قال فأخبر الناس به ، ويوصلون إليّ كلام من استغاث بي
من أصحابي ، فأجيبه ، فيوصلون جوابي إليه "
رابعا : سبقهم الإنسان في
مجالات الفضاء :
ومنذ القدم كانوا يصعدون إلى أماكن متقدمة في السماء ، فيسترقون
أخبار السماء ، ليعلموا بالحَدَث قبل أن يكون ، فلما بعث الرسول صلى الله عليه
وسلم زيدت الحراسة في السماء { وأنَّا لمسنا السَّماء فوجدناها مُلِئَتْ حرساً
شديداً وشهباً – وأنَّا كنَّا نقعد منها مقاعد للسَّمع فمن يستمع الآن يجد له
شهاباً رَّصداً } ( الجن : 8- 9 ) .
كيف يسترقون السمع :
وقد وضح الرسول صلى الله عليه وسلم كيفية استراقهم السمع ، فعن
أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا قضى الله الأمر في
السماء ، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله ، كأنه سلسلة على صفوان ، فإذا فزع
عن قلوبهم ، قالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا للذي قال : الحق ، وهو العلي الكبير
فيسمعها مسترقو
السمع ، ومسترقو السمع هكذا بعضه فوق بعض – ووصف سفيان بكفه ، فحرفها وبدد بين
أصابعه – فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته ، حتى
يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن ، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها ، وربما
ألقاها قبل أن يدركه ، فيكذب معها مائة كذبة . فيقال : أليس قد قال لنا يوم كذا
وكذا : كذا وكذا ؟ فيصدّق بتلك الكلمة التي سمع من السماء " .
إرسال تعليق