الجن لا يعلمون الغيب

 


الجن لا يعلمون الغيب

 

سخر الله عز وجل الجن والشياطين لسيدنا سليمان عليه السلام ,وكانوا يعملون لسليمان المحاريب والتماثيل,والجفان والقدور بمشيئة  الله تعالى.

وقد قيل ان الملائكة كانوا موكلين بالجن والشيطان , فمن كان يخرج عن طاعه سليمان عليه السلام أذاقته الملائكة  العذاب , وهو الحريق

فلما قضى الله عز وجل الموت على سليمان عليه السلام الموت ، مات ولم تعلم الجن الشياطين ذلك , وفي هذا دليل على ان الجن لا يعمون الغيب , والا ما بثوا في العذاب المهين . { فلما قضينا الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين } .

كان سليمان عليه السلام يتحنث في بيت المقدس السنه والسنتين , والشهر والشهرين وأقل من ذلك واكثر ، فيدخله ومه طعامه وشرابه , فدخله في المرة التي مات فيها .

ثم دخل المحراب فقام يصلي متوكئا على عصاه فمات ، ولم تعلم به الشياطين وهم فى ذلك يعملون له يخافون أن يخرج عليهم فيعاقبهم ، وكانت الشياطين تجتمع حول المحراب وكان المحراب له كوى بين يديه وخلفه فكان الشيطان الذى يريد أن يخلع يقول: ألست جلدا إن دخلت فخرجت من ذلك الباب ، فيدخل من الجانب الأخر ، فدخل شيطان من أولئك فمر ولم يكن الشيطان ينظر إلى سليمان إلا احترق ، فمر ولم يسمع صوت سليمان ، ثم رجع فوقع فى البيت ولم يحترق ، فنظر إلى سليمان فوجده قد مات .

 فأخبر الناس بموت سليمان فأخرجوه ووجدوا منسأته ( عصاه ) قد أكلتها الأرضة ، ولم يعلموا منذ كم مات فوضعوا الأرضة على العصا فأكلت فيها يوما وليلة ثم حسبوا على ذلك النحو فوجدوه قد مات منذ سنة .

فلو أن الجن والشياطين يعلمون الغيب لعلموا بموت سليمان عليه السلام، وما لبثوا فى العذاب المهين .

هذا وقد سجل الله عز وجل اعتراف الجن بعدم علمهم الغيب ، وأنهم لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ، وذلك فى سورة سماها سورة الجن .

{ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا * وأنا  كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الأن يجد له شهابا رصدا * وأنا لا ندرى أشر أريد بمن فى الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا } .

وعلى الرغم من هذا فهناك أناس ما زالوا يعتقدوا أن هناك بعض الأشخاص يمكنهم معرفة الغيب .

الغيب غيبان :

والغيب غيبان كما يقول فضيله الشيخ محمد متولى الشعراوى : ولكى نفهم القضية .. فلابد أن نعرف أن هناك غيبا نسبيا ، وغيبا مطلقا .

الغيب النسبى :

هو ما غاب عنى وعلمه غيرى.. سرق منى شىء مثلا .. من هو السارق؟ هذا غيب عني لا أعرفه ، وقد لا تعرفه الشرطة أيضا .. ولكن  السارق يعرف أنه سرق .. والذى أخفيت عنده المسروقات يعرف من السارق .. وربما الذى بيعت له المسروقات يعرف أيضا السارق .. اذن فهذا غيب نسبى ..

لأنه غيب عنى ، ولكنه ليس غيبا عن غيرى .. هذا الغيب يمكن أن يعرفه الانس والجن .

وهناك أيضا غيب الماضى .. شىء قد حدث وانتهى هو غيب عن غيب نسبى .

 الغيب المطلق :

أما الغيب المطلق .. فهو الذى لا يعرفه أحد إلا الله جل جلاله .. مصدقا لقوله تعالى : {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا } .


ثم قال فى معرض الكلام عن الغيب :

والشياطين والجن قد تعرف الغيب النسبى .. بحكم خفة حركتها وسرعة انتقالها من مكان الى مكان .. وكما قلنا أن الغيب النسبى هو الذى لا أعلمه .. ولكن غيرى من البشر يعلمه..

ولكن الجن والشياطين لا يمكن أن تعرف الغيب المطلق .. وكل ما يقال عن ذلك غير صحيح .. والدجالون والعرافون هم الذين يحاولون إيهام الناس بذلك ، ليبتزوا أموالهم .. وما هذا الإدعاء فى أساسه إلا تحايل على الرزق .. والإنسان إذا تتبع الدجالين أسلمته الشياطين الى بعضها البعض حتى الكفر.

 من كتابنا ( عالم الجن والملائكة بين الحقيقة والخيال) ط مكتبة دار المنار القاهرة

 


اكتب تعليق

أحدث أقدم