القرين



القرين

القرآن الكريم يذكر أن لكل إنسان قرين من الجن أو الشياطين وأن لهذا القرين تأثير على قرينه من الإنس بآليات وطرق مختلفة

أولا : ذكر القرين في القرآن الكريم , وماذا يستطيع هذا القرين أن يفعل للإنسان كما أخبر القرآن ، تلاحون أننا نلون الفعل الذي يقوم به القرين كما ذكرت الآيات  :

{ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ ( 50) قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ( 51) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ ( 52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ } (الصافات / 50 – 53 )  .

إذن فهذا القرين يقول ويتكلم ويتحدث مع الإنسان الذي يعيش معه ويشككه في عقيدته كما أخبر الله سبحانه وتعالى في القرآن , وإن هذا سيكشف بوضوح يوم القيامة وسيتم تذكر هذا الحديث وما حاول به القرين أن يؤثر على الإنسان الذي يعيش معه

ونرى الآيات زاخرة بذكر القرناء التي تعيش مع البشر :

{ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ( 36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ( 37) حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِين } ( الزخرف / 36 – 38 ).
 
وهؤلاء القرناء يصدون الإنسان عن السبيل أيضا ومنهم ما هو شيطان كذلك ، وتشير الآيات إلى ذلك يوم نعود إلى الله سبحانه وتعالى .

ويخبر القرآن أيضا أن الشيطان أيضا يمكن أن يتحدث إلى الإنسان حديثا سريا .
{ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } ( المجادلة / 10 )

والنجوى هنا كما ذكر لسان العرب هى : الحديث السري أو التحدث بالسر .
 ونرى ذلك واضحا في الآيات التالية ، وكذلك جاء بنفس المعنى القاموس المحيط أن النجوى هي : السر :
قال تعالى :
{ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ }  (الأنبياء / 3 ) .
{  نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا } ( الإسراء / 38 ) .

وكذلك الشيطان يستطيع أن يتحدث إلى الإنسان بصوت خفي ، وصوت خافت في النفس ، هكذا يؤكد القرآن أن الشيطان قد فعل ذلك مع أبينا آدم عليه السلام .
 
{ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى } (طه / 120) .

{ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ( 4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ( 5) الناس }   .

أما الوسوسة فكما ورد في لسان العرب فهي حديث النفس , وهي كذلك الصوت الخفى ، من أجل ذلك أطلق على صوت الحلي عند اصطدامها ببعضها بصوت منخفض اسم الوسوسة ، وكذلك اطلق على صوت الصياد الخافت  .

إذن فكل صوت خافت يدور في النفس هو وسوسة ، وها نحن ذا نرى بأن القرين والشيطان يقول للإنسان ويتحدث معه بصوت خافت ويتحدث إلى نفسه و يوسوس للإنسان بصوت خافت وبحديث سري كما يخبرنا القرآن .

والشيطان أيضا يمكن أن ينسي الإنسان , وقد ورد ذلك في الآيات :
{ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا } ( الكهف / 63 ) .
{ وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِين} ( يوسف / 42 ) .

فكيف يمكننا عمليا حقيقة أن نفهم أن هذا القرين يقول للإنسان بصوت خافت ، وكيف يحدثه في نفسه ، وكيف يصده عن سبيله وكيف يشككه في معتقداته ، وكيف يسر له بكلام خاص هو النجوى ، لا سيما أننا ومن خلال الدراسة التي أجريناها على الآلاف , أكد كل واحد من هؤلاء الأشخاص ، بأنه يحدث نفسه ، بينه وبين نفسه وتدور في أفكاره وعقله خواطر وأفكار وأحاديث سرية .

اكتب تعليق

أحدث أقدم