تابع أذكار تفريج الكرب والبلاء
وعن
أنس رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها : " ما
يمنعك
أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت يا حي يا قيوم
برحمتك
أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين " ( صحيح الجامع 4777 ) .
وعنه رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه
وسلم إذا كربه أمر قال : " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث " . حسنه الألباني في "صحيح سنن
الترمذي . "
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم" : مَنْ
قَالَ
: أسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ الحَيُّ
القَيُومُ
وَأتُوبُ إلَيهِ ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ ، وإنْ كانَ قَدْ فَرَّ
مِنَ
الزَّحْفِ " .
رواه أبو داود والترمذي
والحاكم ، وقال : " حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم
" .
يقول العلامة ابن قيم الجوزية في مدارج
السالكين:
ومن تجريبات السالكين التي
جربوها فألفوها صحيحة : أن من أدمن يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت أورثه ذلك حياة القلب
والعقل .
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية
قدس الله روحه شديد اللهج بها جدا وقال لي يوما : لهذين الاسمين وهما الحي القيوم تأثير
عظيم في حياة القلب وكان يشير إلى أنهما الاسم الأعظم
وسمعته
يقول : من واظب عليه أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر
يا حي
يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث حصلت له حياة القلب ولم يمت
قلبه
.
ويقول ابن القيم فى زاد المعاد بتحقيقنا :
وفي تأثير قوله : يا حي يا قيوم ،
برحمتك أستغيث في دفع هذا الداء مناسبة
بديعة ، فإن صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال ، مستلزمة لها ، وصفة القيومية
متضمنة لجميع صفات الأفعال ، ولهذا كان اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ،
وإذا سئل به أعطى : هو اسم الحي القيوم ، والحياة التامة تضاد جميع الأسقام
والآلام ، ولهذا لما كملت حياة أهل الجنة لم يلحقهم هم ولا غم ولا حزن ولا شئ من
الآفات . ونقصان الحياة تضر بالأفعال ، وتنافي القيومة ، فكمال القيومية لكمال
الحياة ، فالحي المطلق التام الحياة لا تفوته صفة الكمال البتة ، والقيوم لا يتعذر
عليه فعل ممكن البتة ، فالتوسل بصفة الحياة القيومية له تأثير في إزالة ما يضاد
الحياة ، ويضر بالأفعال .
ونظير هذا توسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه بربوبيته لجبريل وميكائيل
وإسرافيل أن يهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، فإن حياة القلب بالهداية ، وقد
وكل الله سبحانه هؤلاء الأملاك الثلاثة بالحياة ، فجبريل موكل بالوحي الذي هو حياة
القلوب ، وميكائيل بالقطر الذي هو حياة الأبدان والحيوان ، وإسرافيل بالنفخ في
الصور الذي هو سبب حياة العالم وعود الأرواح إلى أجسادها ، فالتوسل إليه سبحانه
بربوبية هذه الأرواح العظيمة الموكلة بالحياة ، له تأثير في حصول المطلوب
.
والمقصود : أن لاسم الحي القيوم تأثيراً خاصاً في إجابة الدعوات ، وكشف
الكربات ، وفي السنن و صحيح
أبي حاتم مرفوعاً : " اسم الله
الأعظم في هاتين الآيتين { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } [ البقرة : 163 ] ، وفاتحة آل عمران { الم * الله لا إله إلا هو الحي
القيوم }، قال الترمذي : حديث صحيح .
وفي السنن وصحيح ابن حبان أيضاً : من حديث أنس أن رجلاً دعا ، فقال :
اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت المنان ، بديع السماوات والأرض ،
يا ذا الجلال والإكرام ، يا حي يا قيوم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "
لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى " .
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اجتهد في
الدعاء قال : " يا حي يا قيوم " .
إرسال تعليق