google-site-verification: googlefba174bd6ef3d2dd.html النهي عن الإستعاذه بالجن

النهي عن الإستعاذه بالجن


النهي عن الإستعاذه بالجن


نعى الله عز وجل في القرآن الكريم على رجال كانوا يستعيذون بالجن اذا نزلوا واديا او مكانا موحشا فقال تعالى : { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ  رَهَقاً } ( الجن : 6)  .
وفي تفسير هذه الآية يقول بن كثير : أي : كنا نرى أن لنا فضلا على الإنس ; لأنهم كانوا يعوذون بنا ، أي : إذا نزلوا واديا أو مكانا موحشا من البراري وغيرها كما كان عادة العرب في جاهليتها ، يعوذون بعظيم ذلك المكان من الجان ، أن يصيبهم بشيء يسوؤهم كما كان أحدهم يدخل بلاد أعدائه في جوار رجل كبير وذمامه وخفارته .
فلما رأت الجن أن الإنس يعوذون بهم من خوفهم منهم { فزادوهم رهقا } أي : خوفا وإرهابا وذعرا ، حتى تبقوا أشد منهم مخافة وأكثر تعوذا بهم ، كما قال قتادة : { فزادوهم رهقا } أي : إثما ، وازدادت الجن عليهم بذلك جراءة .
وقال الثوري ، عن منصور ، عن إبراهيم : { فزادوهم رهقا } أي : ازدادت الجن عليهم جرأة .
وقال السدي : كان الرجل يخرج بأهله فيأتي الأرض فينزلها فيقول : أعوذ بسيد هذا الوادي من الجن أن أضر أنا فيه أو مالي أو ولدي أو ماشيتي ، قال : فإذا عاذ بهم من دون الله ، رهقتهم الجن الأذى عند ذلك .
وقال ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : كان الجن يفرقون من الإنس كما يفرق الإنس منهم أو أشد ، وكان الإنس إذا نزلوا واديا هرب الجن ، فيقول سيد القوم : نعوذ بسيد أهل هذا الوادي .
فقال الجن : نراهم يفرقون منا كما نفرق منهم ، فدنوا من الإنس فأصابوهم بالخبل والجنون ، فذلك قول الله :  { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا } .

لذا يجب علينا إذا نزلنا منزلا , أو دخلنا مكانا نخافه أن نسعيذ بالله الواحد القهار فقط , وقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم الاستعاذة بالله من كل سوء وشر نخافه , فعن خولة بنت حكيم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من نزل منزلاً ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شئ حتى يرتحل من منزله ذلك " . رواه مسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال – جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما أشد ما لقيت من عقرب لدغني البارحة قال : " أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك " رواه مسلم .
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال – كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال : " يا أرض ربي وربك أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما يد ب عليك أعوذ بالله من أسد وأسود الحية والعقرب ومن ساكن البلد ومن والد وما ولد " رواه ابو داود.
قال الخطابي : قول : ساكن البلد هم الجن الذين هو سكان الأرض والبلد من الأرض ما كان مأوى الحيوان وإن لم يكن فيه بناء ولا منازل .
وقال القرطبي : ولا خفاء أن الاستعاذة بالجن دون الاستعاذة بالله كفر وشرك . 

اكتب تعليق

أحدث أقدم