حكم صب الرصاص لفك السحر


حكم صب الرصاص لفك السحر

  سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله  :

تقول السائلة : هناك بعض الاعتقادات عند بعض الناس لإفساد السحر وإبطاله ، وهي عبارة عن أخذ شئ من الرصاص المذاب على النار وسكبه في إناء فيه ماء ثم يوضع على رأس المسحور ، وتعاد العملية ثلاث مرات في اليوم ، فهل هذا له أصل ؟ وما حكم الشرع فيه ؟
الـجــواب :

هذا شئ لا أصل له ، ولا فائدة فيه ، وهو تلبيس وتخييل . إذابة الرصاص وجعله على الرأس بعد جعله في الماء ، كل هذا يفعله الكاهنات ويفعله الملبسون والمشعوذون تلبيساً ، وإلا فهم يعملون في خدمة الجن وخدمة الشياطين . فلا يجوز الحل بهذا الشئ .

وإنما يُحلُّ السحر بما شرع الله من الأدوية المباحة والقراءة الشرعية والدعاء ، هذا هو الطريق الشرعي في حل السحر ، فإذا أصيب الإنسان بالسحراو حُبس عن زوجته عُولج بالقراءة ، يقرأ عليه رجل طيب معروف بالخير وإن كانت امرأة قرأت عليها امرأة طيبة معروفة بالخير آيات من القرآن ، من فاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، وآيات السحر المعروفة في سورة الأعراف ، وفي سورة يونس ، وفي سورة طه ، مع قراءة ( قل يا أيها الكافرون ) و ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين ، ويكرر هذه السور ثلاث مرات ، ويكرر الدعاء بطلب الشفاء والعافية ، وإن فعل ذلك في ماء ثم شرب منه ما يتيسَّر واغتسل بالباقي ، فإنه بإذن الله يزول عنه السحر ، وهكذا يزول عنه الحبس الذي طرأ عليه إن حبس عن زوجته .

وإذا كرر هذا العلاج مرتين أو ثلاثاً أو اكثر فلا بأس حتى يزول عنه الأذى .

وإذا جعل فيه سبع ورقات من سدر كان هذا أيضاً طيباً ، فقد أستُعمل هذا وذكره المتقدمون وينفع بإذن الله ، والسدر شئ طاهر لا بأس به ، فإذا دقت السبع وجعلت في الماء مع القراءة فيه كان هذا من أسباب الشفاء .

وإذا أضاف الى ذلك الدعاء المعروف الثابت عن النبي ص : " اللهم رب الناس ، اذهب البأس ، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً ".
ثم دعا بهذا الدعاء ثلاث مرات كان حسناً ينفث به في الماء وهكذا : " باسم الله ارقيك من كل شئ يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، باسم الله ارقيك " . أي يخاطبه إذا كرر هذا الدعاء هذا ايضاً من الدعوات المناسبة لهذا العلاج .

وآيات السحر المعروفة في سورة الأعراف وهي قوله سبحانه وتعالى : { وَأَوحَينَا إِلى مُوسَى أَن أَلقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِىَ تَلقَفُ مَا يَأفِكُونَ * فَوَقَعَ الحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ ) { الأعراف 117-119 } .
وفي يونس يقول عز وجل : { وَقَالَ فِرعَونُ ائتُونِى بِكُلِ سَاَحرٍ عَليمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُوسَى أَلقُوا مَا أَنتُم مُّلقُونَ * فَلَمَّا أَلَقُوا قَالَ مُوسَى مَا جِئتُم بِهِ السِحرُ إِنَّ اللهَ سَيُبطِلُهُ إِنَّ اللهَ لاَ يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللهُ الحَقَّ بِكَلِمَتِهِ وَلَو كِرِهَ المُجرِمُونَ } . ( يونس 79-82).

وفي سورة طه قوله سبحانه وتعالى : { قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَن تُلقِى وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَن أَلقَىَ * قَالَ بَل ألقُوا فَإِذّا حِبَالُهُم وَعِصِيُّهُم يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّهَا تَسعَى * فَأَوجَسَ فِى نَفسِهِ خِيفَةً مُوسَى * فُلنَا لاَ تَخَف إِنَّكَ أَنتَ الأَعلَى * وَأَلِق مَا فِى يَمِينِكَ تَلقَف مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيدُ سَاَحِرٍ وَلا يُفلِحُ السَّاحِرُ حَيثُ أَتى } . (  طه 65 – 69 ) .
ثم يقرأ ( قل يأ أيها الكافرون ) ثم يقرأ ( قل هو الله أحد ) و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) ثلاث مرات .

هذا هو العلاج الشرعي الذي وصفه أهل العلم ، وجربه أهل العلم ، وجربناه ايضاً فنفع الله به ، فهو دواء طيب بآيات الله ، وإذا فُعل فيه ما تقدم من ورقات السدر السبع ودقت ، هذا كله طيب أيضاً ، وإذا وجد دواء آخر لا محذور فيه ، بالأوراق أو بالحبوب او بالإبر فلا بأس به إذا كان سليماً مما حرَّم الله . من نجاسة أو غيرها .

أما التداوي بما يتعاطاه خدام الجن والمشعوذين من الرصاص وغيره أو بالذبح للجن ، أو بالاستجارة بالجن فهذا كله لا يجوز ، بل هو منكر وبعضه شرك . كالاستجارة بالجن ، ودعائهم ، والاستغاثة بهم ، والذبح لهم كل هذا من الشرك الأكبر فيجب ا لحذر ، ويجب على من بُلي بهذا الشئ أن يحذر ما حرم الله ، وألا يتداوى إلا بما أباح الله .
                                (  فتاوى نور على الدرب )

اكتب تعليق

أحدث أقدم