هدي النبي صلى الله عليه وسلم في مجال اتقاء العين وعلاجها



هدي النبي صلى الله عليه وسلم في 
اتقاء العين وعلاجها

ردُّها قبل وقوعها :
ويكون ذلك بأمور منها:
اطفاء شر الحاسد بالإحسان إليه، قال تعالى:  { وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }  ( فصلت:34) .
- تجريد التوحيد، والترحل بالفكر في الأسباب إلى المسبب الله العزيز الحكيم.
والعلم أن كل ذلك بيد الله يحركه كيف شاء، ولا ينفع إلا بإذنه، قال تعالى: { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُو }( الأنعام:17) .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم:  " واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك . " رواه الترمذي.
 -فإذا جرد العبد التوحيد فقد خرج من قلبه خوف ما سواه، وكان عدوه أهون عليه من أن يخافه مع الله؛ بل يفرد الله بالمخافة، وقد أمنه منه وخرج من قلبه اهتمامه به واشتغاله به وفكره فيه.

 - المحافظة على الأدعية والأوراد والأذكار الموظفة في الصباح والمساء، فقد جاء النص فيها ، على أن من قالها يحفظه الله ويقيه، وهي كثيرة، ومن أمثلتها: فاتحة الكتاب وآية الكرسي والمعوذتان، ومثل قول:  " أعوذ بكلمات التامات من شر ما خلق " ، ونحو ذلك.
 والناظر في أحوال الناس يجد الإخلال الكبير بذلك، وعدم الالتفات إليه، حتى مع الصبيان والأطفال الصغار يشرع أن يعوَّذوا ويحرَّزوا بالأحراز والأدعية الشرعية .
 فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس أن النبي  صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين بقوله: " أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ويقول: إن أباكما – إبراهيم – كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق " .
 أن لا تُظهر المحاسن عند من يُخشى منه ذلك، قال الحافظ البغوي في [شرح السنة]: ( روي أن عثمان ابن عفان رأى صبياً مليحاً فقال: دسموا نونته، كي لا تصيبه العين  ) .
ومعنى دسموا: أي سودوا نونته، والنونة : هي الثقبة التي تكون في ذقن الصبي الصغير.
ومن اتقاء العين قبل وقوعها :
أن يدعوا المرء بالبركة إذا رأى ما يعجبه، وذلك بأن يقول: بارك الله لك فيه، أو: اللهم بارك عليه، ونحو ذلك، فإن من حكمة الباري وقدره أن الضرر يندفع حينئذ بإذنه تعالى .
 يدل على ذلك: ما صح عند مالك وابن ماجة وغيرهما عن أبي أمامة سهل بن حُنيف، قال: مرَّ عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل، فقال: لم أَرَ كاليوم، ولا جلد مخبأة – يريد بذلك نضارة جلده وصفاء بشرته كالفتاة العروس التي لم ترها العيون، ولم تبرز للشمس فتغيرها – قال: فما لبث أن لبط به – أي صرع وسقط على الأرض – فأُتي به النبي صلى الله عليه وسلم , فقيل له: أدرك سهلاً صريعاً، قال: " من تتهمون به؟ " قالوا: عامر بن ربيعة، فقال صلى الله عليه وسلم : " علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه، فليدعُ له بالبركة " .
 ثم دعا بماء، فأمر عامراً أن يتوضأ، فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، وركبتيه، وداخلة إزاره، وأمر أن يُصب عليه. قال الزهري: ( وأمره أن يكفأ الإناء من خلفه، وفي بعض الروايات: أنه قام ليس به بأس)  .
ومن علاج العين بعد وقوعها :
وفي الحديث بيان لعلاج العين، وذلك بأن يؤخذ من العائن الماء الذي غسل به مواضع الوضوء منه وبعض ملابسه الملامسة لجلده، وخاصة مما يلي الورك، ثم يُصبُّ على المعيون من خلفه.
ولذا جاء عند مسلم قوله صلى الله عليه وسلم:  " وإذا استغسلتم فاغسلوا " والمعنى إذا طُلب من الشخص ماء وضوئه وغسله بعض ثيابه فليفعل ولا يغضب لذلك.
والواجب على من ظن من نفسه أنه يصيب بالعين، أن يتقي الله ويتجنب ما يفضي به إلى ذلك، بأن يكثر من ذكر الله , ويبارك للناس وألا يحسدهم على ما آتاهم الله، فإنه إذا حسدهم فكأنما يعترض على ربه، وذلك خسران مبين، علاوة على ما يكون في قلبه من الوحشة والكآبة والحزن.

اكتب تعليق

أحدث أقدم